فصل: باب مَنْ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ فِي السَّفَرِ، وَصَلاَةِ رَكْعَتَيْنِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، أَوْ رَجَعَ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مصنف عبد الرزاق ***


باب بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ

9089- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‏}‏ قُلْتُ‏:‏ عَلَى أَيِّ شَىءٍ كَانَ الْمَاءُ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ شَيْءٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ‏:‏ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ فَكَانَ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ بُخَارٍ كَبُخَارِ الأَنْهَارِ، فَاسْتَصْبَرَ، فَعَادَ صَبِيرًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ‏}‏‏.‏ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ قَالَ عَمْرٌو، وَعَطَاءٌ‏:‏ فَبَعَثَ اللَّهُ رِيَاحًا فَصَفَقَتِ الْمَاءَ، فَأَبَرَزَتْ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ عَنْ خَشَفَةٍ كَأَنَّهَا الْقُبَّةُ، فَهَذَا الْبَيْتُ مِنْهَا، فَلِذَلِكَ هِيَ أُمُّ الْقُرَى‏.‏

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ قَالَ عَطَاءٌ‏:‏ ثُمَّ وَتَّدَهَا اللَّهُ بِالْجِبَالِ كَيْلاَ تُكْفَأَ قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَوَّلَ جَبَلٍ أَبُو قُبَيْسٍ‏.‏

9090- عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سَوَّارٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ كَانَ رِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ وَرَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ، يَسْمَعُ كَلاَمَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَدُعَاءَهُمْ، فَأَنِسَ إِلَيْهِمْ، فَهَابَتِ الْمَلاَئِكَةُ مِنْهُ حَتَّى شَكَتْ إِلَى اللهِ فِي دُعَائِهَا وفِي صَلاَتِهَا فَأَخْفَضَهُ اللَّهُ إِلَى الأَرْضِ، فَلَمَّا فَقَدَ مَا كَانَ يَسْمَعُ مِنْهُمِ اسْتَوْحَشَ، حَتَّى شَكَى إِلَى اللهِ فِي دُعَائِهِ وَفِي صَلاَتِهِ، فَوَجَّهَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ مَوْضِعَ قَدَمِهِ قَرْيَةً، وَخُطْوَتِهِ مَفَازَةً حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ يَاقُوتَةً مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، فَكَانَتْ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ الآنَ، فَلَمْ يَزَلْ يُطَافُ بِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ الطُّوفَانَ فَرُفِعَتْ تِلْكَ الْيَاقُوتَةُ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ فَبَنَاهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ‏}‏‏.‏

9091- عَنْ عُمَرَ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَذْكُرُ أَنَّ الْبَيْتَ رُفِعَ يَوْمَ الْغَرَقِ‏.‏

9092- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ آدَمُ‏:‏ أَيْ رَبِّ، مَا لِي لاَ أَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلاَئِكَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خَطِيئَتُكَ، وَلَكِنِ اهْبِطْ إِلَى الأَرْضِ، فَابْنِ لِي بَيْتًا ثُمَّ احْفُفْ كَمَا رَأَيْتَ الْمَلاَئِكَةَ تَحُفُّ بِبَيْتِي الَّذِي فِي السَّمَاءِ فَيُزْعَمُ أَنَّهُ بَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ‏:‏ حِرَاءِ، وَمِنْ لُبْنَانَ، وَالْجُودِيِّ، وَمِنْ طُورِ زِيتَا، وَطُورِ سَيْنَاءَ، وَكَانَ رُبْضُهُ مِنْ حِرَاءَ، فَكَانَ هَذَا بِنَاءُ آدَمَ ثُمَّ بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَهُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَغَيْرِهِ‏.‏

9093- عَنْ مَعُمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ‏:‏ بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ‏:‏ لُبْنَانَ، وَطُورِ زِيتَا، وَالْجُودِيِّ، وَطُورِ سِينَاءَ، وَحِرَاءَ، وَكَانَ رُبْضُهُ مِنْ حِرَاءَ‏.‏

9094- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ نَاسٌ‏:‏ أَرْسَلَ اللَّهُ سَّحَابَة فِيهَا رَأْسٌ فَقَالَ الرَّأْسُ‏:‏ يَا إِبْرَاهِيمَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْخُذَ قَدْرَ هَذِهِ السَّحَابَةِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَخُطَّ قَدْرَهَا قَالَ الرَّأْسُ‏:‏ أَقَدْ فَعَلْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَارْتَفَعَتْ فَحَفَرَ، فَأَبَرَزَ عَنْ أَسَاسٍ ثَابِتٍ فِي الأَرْضِ‏.‏

9095- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ أَقْبَلَ الْمُلْكُ وَالصُّرَدُ وَالسَّكِينَةُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشَّامِ فَقَالَتِ السَّكِينَةُ‏:‏ يَا إِبْرَاهِيمُ، رَبِّضْ عَلَى الْبَيْتِ قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ لاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَعْرَابِيٌ جَافٍ، وَلاَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ إِلاَّ رَأَيْتَ عَلَيْهِ الْوَقَارَ وَالسَّكِينَةَ‏.‏

9096- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ وَضَعَ اللَّهُ الْبَيْتَ مَعَ آدَمَ، أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ وَكَانَ مَهْبِطُهُ بِأَرْضِ الْهِنْدِ، وَكَانَ رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ، وَرِجْلاَهُ فِي الأَرْضِ، فَكَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَهَابُهُ، فَنُقِصَ إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا فَحَزِنَ آدَمُ إِذْ فَقَدَ أَصْوَاتَ الْمَلاَئِكَةِ وَتَسْبِيحَهُمْ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، فَقَالَ اللَّهُ‏:‏ يَا آدَمُ إِنِّي قَدْ أَهْبَطْتُ لَكَ بَيْتًا فَطُفْ بِهِ كَمَا يُطَافُ حَوْلَ عَرْشِي، وَصَلِّ عِنْدَهُ كَمَا يُصَلِّي عِنْدَ عَرْشِي فَخَرَجَ إِلَيْهِ آدَمُ فَمُدَّ لَهُ فِي خَطْوِهِ، فَكَانَ بَيْنَ كُلِّ خُطْوَةٍ مَفَازَةٌ فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الْمَفَاوِزُ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَتَى آدَمُ إِلَى الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، وَمِنْ بَعْدِهِ الأَنْبِيَاءُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي أَبَانُ‏:‏ أَنَّ الْبَيْتَ أُهْبِطَ يَاقُوتَةً وَاحِدَةً، أَوْ دُرَّةً وَاحِدَةً‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي أَنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعًا حَتَّى إِذْ أَغْرَقَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ رَفَعَهُ، وَبَقِيَ أَسَاسُهُ، فَبَوَّأَهُ لإِبْرَاهِيمَ فَبَنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ‏:‏ ‏{‏وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ‏}‏‏.‏ الآيَةُ‏.‏

9097- عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ وَأَرْكَانُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ‏.‏

9098- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي كَعْبٌ‏:‏ أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ غُثَاءً عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةٍ، وَمِنْهُ دُحِيَتِ الأَرْضُ‏.‏

قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ‏:‏ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَقْبَلَ مِنْ آرْمِينِيَّةَ مَعَهُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ فَدَلَّهُ حَتَّى يَتَبَوَّأَ الْبَيْتَ كَمَا يَتَبَوَّأُ الْعَنْكَبُوتُ بَيْتَهَا قَالَ‏:‏ فَرَفَعُوا عَنْ أَحْجَارٍ الْحَجَرُ يُطِيقُهُ، أَوْ قَالَ‏:‏ لاَ يُطِيقُهُ، ثَلاَثُونَ رَجُلاً قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ‏}‏‏.‏ قَالَ‏:‏ فَكَانَ ذَلِكَ بَعْدُ‏.‏

9099- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ قَالَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ‏:‏ وَكَانَ اللَّهُ اسْتَوْدَعَ الرُّكْنَ أَبَا قُبَيْسٍ فَلَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ نَادَاهُ أَبُو قُبَيْسٍ‏:‏ يَا إِبْرَاهِيمُ، هَذَا الرُّكْنُ فِيَّ فَخُذْهُ، فَاحْتَفَرَ عَنْهُ فَوَضَعَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بِنَائِهِ‏.‏ قَالَ‏:‏ قَدْ فَعَلْنَا أَيْ رَبِّ فَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا، أَبْرِزْهَا لَنَا، عَلِّمْنَاهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ فَحَجَّ بِهِ، حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَقَالَ‏:‏ قَدْ عَرَفْتُ وَكَانَ قَدْ أَتَاهَا مَرَّةً قَبْلَ ذَلِكَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ‏:‏ احْصِبْ، فَحَصَبَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ الْيَوْمُ الثَّانِي وَالثَّالِثُ، فَسَدَّ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، يَعْنِي إِبْلِيسَ الْمَلْعُونَ، فَلِذَلِكَ كَانَ رَمْيُ الْجِمَارِ قَالَ‏:‏ اعْلُ عَلَى ثَبِيرٍ، فَعَلاَهُ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ‏:‏ يَا عِبَادَ اللهِ، أَجِيبُوا اللَّهَ، يَا عِبَادَ اللهِ، أَطِيعُوا اللَّهَ، فَسَمِعَ دَعْوَتَهُ مَا بَيْنَ الأَبْحُرِ السَّبْعِ مِمَّنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَهُوَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَنَاسِكِ‏:‏ قَوْلُهُ‏:‏ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ سَبْعَةٌ مُسْلِمُونَ فَصَاعِدًا فَلَوْلاَ ذَلِكَ هَلَكَتِ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا‏.‏

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ وَأَمَّا مُجَاهِدٌ، فَقَالَ‏:‏ عَلاَ إِبْرَاهِيمُ مَقَامَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا عِبَادَ اللهِ أَجِيبُوا اللَّهَ، يَا عِبَادَ اللهِ أَطِيعُوا اللَّهَ، فَمَنْ حَجَّ الْيَوْمَ فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لإِبْرَاهِيمَ يَوْمَئِذٍ فَهِيَ الَّتِي أَعْطَاهَا اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَنَاسِكِ قَوْلُهُ‏:‏ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، ثُمَّ بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ‏.‏

9100- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، قَامَ عَلَى الْمَقَامِ فَقَالَ‏:‏ يَا عِبَادَ اللهِ، أَجِيبُوا اللَّهَ فَقَالُوا‏:‏ لَبَّيْكَ رَبَّنَا لَبَّيْكَ، فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمُ‏.‏

9101- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ‏:‏ تَطَاوَلَ هَذَا الْمَقَامُ لإِبْرَاهِيمَ حِينَ قَالَ اللَّهُ لإِبْرَاهِيمَ‏:‏ ‏{‏وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ‏}‏ فِي الْحَجِّ حَتَّى كَانَ أَطْوَلَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ، فَنَادَى نِدَاءً أَسْمَعَ مَا بَيْنَ الأَبْحُرِ السَّبْعِ، فَقَالَ‏:‏ يَا عِبَادَ اللهِ، أَجِيبُوا اللَّهَ، يَا عِبَادَ اللهِ، أَطِيعُوا اللَّهَ فَقَالُوا‏:‏ لَبَّاكَ اللَّهُمَّ أَجَبْنَاكَ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ أَطَعْنَاكَ قَالَ‏:‏ فَمَنْ حَجَّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَهُوَ مِمَّنْ أَجَابَ لإِبْرَاهِيمَ‏.‏

9102- عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْغَنَمُ تَقْتَحِمُ فَوْقَ ظَهْرِ الْبَيْتِ مِنَ الْحَجَرِ مِنْ قِصَرِهِ حَتَّى بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ قَالَ‏:‏ وَبَنَيَاهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِ السَّوْمُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً‏.‏

9103- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ كَانَ عَرِيشًا تَقْتَحِمُهُ الْغَنَمُ حَتَّى إِذَا كَانَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، وَكَانَ رُومِيُّ يَتَّجِرُ إِلَى مَنْدَلٍ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشُّعَيْبَةِ انْكَسَرَتْ سَفِينَتُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى قُرَيْشٍ‏:‏ أَنْ هَلُمَّ لَكُمْ أُمْدِدْكُمْ بِمَا شِئْتُمْ مِنْ بَانٍ وَنَجَّارٍ وَخَشَبَةٍ، عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمْ حَمْلَهُ، فَتَبْنُوا بَيْتَ إِبْرَاهِيمَ، عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُجْرُوا لِي تِجَارَتِي فِي عِيرِكُمْ، وَكَانَ لِقُرَيْشٍ رِحْلَتَانِ فِي كُلِّ عَامٍ، أَمَّا فِي الشِّتَاءِ فَإِلَى الشَّامِ، وَأَمَّا فِي الصَّيْفِ فَإِلَى الْحَبَشَةِ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ بِئْرٌ تَكُونُ فِيهِ الْحِلْيَةُ وَالْهَدِيَّةُ، فَكَانَتْ قُرَيْشُ تَرْتَضِي لِذَلِكَ رَجُلاً، فَيَكُونُ عَلَى تِلْكَ الْبِئْرِ، وَمَا فِيهَا فَبَيْنَا رَجُلٌ كَانَ مِمَّنْ يُرْتَضَى لَهَا، سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ أَنْ يَخْتَانَ، فَنَظَرَ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتِ الظِّلاَلُ، وَارْتَفَعَتِ الْمَجَالِسُ، بَسَطَ ثَوْبَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فِيهَا، فَأَخَذَ ثُمَّ الثَّانِيَةُ ثُمَّ الثَّالِثَةُ، فَقَضَّ اللَّهُ عَلَيْهِ حَجَرًا فِيهَا فَحَبَسَهُ فِيهَا‏.‏‏.‏‏.‏ رَأْسُهُ أَسْفَلُهُ، فَرَاحَ النَّاسُ فَأَخَرَجُوهُ فَأَعَادَ مَا كَانَ أَخَرَجَ مِنْهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ ثُعْبَانًا، فَأَسْكَنَهُ إِيَّاهَا، فَكَانَ إِذَا أَحَسَّ عِنْدَ الْبَابِ حِسًّا أَطْلَعَ رَأْسَهُ، فَلاَ يَقْرَبُهُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ، فَلَمَّا حَضَرَ الْقَوْمُ حَاجَتَهُمْ قَالُوا‏:‏ كَيْفَ بِالدَّابَةِ الَّتِي فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ‏:‏ اجْتَمِعُوا فَادْعُوا رَبَّكُمْ، فَإِنْ تَكُنِ الَّذِي ائْتَمَرْتُمْ للَّهِ رِضًى، فَهُوَ كَافِيكُمُوهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَهَا قَالَ‏:‏ فَدَعَوُا اللَّهَ فَبَعَثَ اللَّهُ طَائِرًا فَدَفَّ عَلَى الْبَابِ، فَلَمَّا أَحَسَّتْهُ الْحَيَّةُ أَطْلَعَتْ رَأْسَهَا، فَخَطَفَهَا فَذَهَبَ بِهَا كَأَنَّهَا خَشَبَةٌ يَقُولُ‏:‏ كَأَنَّهَا تَظُنُّهُ لاَ يَكَادُ حَمَلَهَا حَتَّى وَعَلاَ سُلَّمًا كَانَتْ بِمَكَّةَ فَلَمْ تُرَ بَعْدُ، وَبَنَتْ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا جَاءَ مَوْضِعُ الرُّكْنِ تَحَاسَرَتِ الْقَبَائِلُ، فَقَالَتْ هَذِهِ الْقَبِيلَةُ‏:‏ نَحْنُ نَرْفَعُهُ، وَقَالَتْ هَذِهِ الْقَبِيلَةُ‏:‏ نَحْنُ نَرْفَعُهُ قَالُوا‏:‏ فَأَوَّلُ رَجُلٍ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ الأَعْلَى يَقْضِي بَيْنَنَا، فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا‏:‏ يَا مُحَمَّدُ اقْضِ بَيْنَنَا، فَقَالَ‏:‏ ضَعُوا ثَوْبًا ثُمَّ ضَعُوهُ فِيهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَفَعَلُوا وَأَخَذَ هُوَ الرُّكْنَ فَجَعَلَ يَدَهُ تَحْتَدُّ فَكَانَ هُوَ الَّذِي رَفَعَهُ مَعَهُمْ حَتَّى وَضَعَهُ مَعَهُمْ مَوْضِعَهُ الآنَ‏.‏

9104- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلُمَ أَجْمَرَتِ امْرَأَةٌ الْكَعْبَةَ، فَطَارَتْ شَرَارَةٌ مِنْ مِجْمَرِهَا فِي ثِيَابِ الْكَعْبَةِ، فَاحْتَرَقَتْ، فَتَشَاوَرَتْ قُرَيْشُ فِي هَدْمِهَا، وَهَابُوا هَدْمَهَا، فَقَالَ لَهُمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ‏:‏ مَا تُرِيدُونَ بِهَدْمِهَا‏؟‏ الإِصْلاَحَ تُرِيدُونَ، أَمِ الإِسَاءَةُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نُرِيدُ الإِصْلاَحَ قَالَ‏:‏ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُهْلِكُ الْمُصْلِحَ قَالُوا‏:‏ فَمَنِ الَّذِي يَعْلُوهَا فَيَهْدِمُهَا‏؟‏ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ‏:‏ أَنَا أَعْلُوهَا فَأَهْدِمُهَا، فَارْتَقَى الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ وَمَعَهُ الْفَأْسُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنَّا لاَ نُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ، ثُمَّ هَدَمَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَدْ هَدَمَ مِنْهَا، وَلَمْ يَأْتِهِمْ مَا خَافُوا، هَدَمُوا مَعَهُ حَتَّى إِذَا بَنَوْا، فَبَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، اخْتَصَمَتْ قُرَيْشٌ فِي الرُّكْنِ، أَيُّ الْقَبَائِلِ يَلِي رَفْعَهُ‏؟‏ حَتَّى كَادَ يُشْجَرُ بَيْنَهُمْ قَالُوا‏:‏ تَعَالَوْا نُحَكِّمُ أَوَّلَ مَنْ يَطْلُعُ عَلَيْنَا مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، فَاصْطَلَحُوا عَلَى ذَلِكَ، فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلاَمٌ، عَلَيْهِ وِشَاحٌ نَمِرَةٌ، فَحَكَّمُوهُ، فَأَمَرَ بِالرُّكْنِ، فَوُضِعَ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ أَمَرَ سَيِّدَ كُلِّ قَبِيلَةٍ، فَأَعْطَاهُ نَاحِيَةً مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ ارْتَقَى هُوَ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ الرُّكْنَ، فَكَانَ هُوَ يَضَعُهُ‏.‏

9105- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا هُدِمَ الْبَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ بَنَوْهُ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ كَأنَ عُنُقَهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهَا أَحَدٌ قَالَ‏:‏ فَجَاءَ طَائِرٌ فَظَلَّلَ نَصْفَ مَكَّةَ فَأَخَذَهَا بِرِجْلِهَا، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ‏.‏

قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ وَخَرَجُوا يَوْمًا فِي عِيدٍ لَهُمْ فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، ثُمَّ سَرَقَ مِنْ حِلْيَتِهِ وَتَحَرَّدَ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْرِقَ، فَلَصَقَ الْحَجَرَانِ عَلَى رَأْسِهِ، فَأَتَاهُ النَّاسُ وَرَأْسُهُ رَاسٍ فِيهِمَا‏.‏

9106- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ، لَيْسَ فِيهَا مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَسْقُوفَةٍ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ يُسْدَلُ سَدْلاً عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ كَهَيْئَةِ هَذِهِ الْحَلْقَةِ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جِدَّةَ انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ لِيَأْخُذُوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ نَجَّارًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ‏:‏ نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا، فَلَمَّا أَنْ أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُورِ الْبَيْتِ، مِثْلِ قِطْعَةِ الْجَائِزِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، بَيْضَاءَ الْبَطْنِ‏.‏

9107- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ‏:‏ سَلُونِي يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، فَإِنِّي أَوْشَكْتُ أَنْ أَذْهَبَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَأَكْثَرَ النَّاسُ مَسْأَلَتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ‏:‏ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَرَأَيْتَ الْمَقَامَ هُوَ كَمَا كُنَّا نَتَحَدَّثُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَاذَا كُنْتَ تَتَحَدَّثُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنَّا نَقُولُ‏:‏ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ جَاءَ عَرَضَتْ عَلَيْهِ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ النُّزُولَ فَأَبَى فَجَاءَتْ بِهَذَا الْحَجَرِ فَقَالَ‏:‏ لَيْسَ كَذَلِكَ، قَالَ سَعِيدٌ‏:‏ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتِ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ، ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ، عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْمَوْضِعِ، لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ‏؟‏

فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ‏:‏ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَتْ‏:‏ إِذًا لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ، فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ‏}‏، حَتَّى ‏{‏يَشْكُرُونَ‏}‏ وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُ إِسْمَاعِيلَ، وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا فِي السِّقَاءِ، عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى، أَوْ قَالَ‏:‏ يَتَلَبَّطُ، فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفَا أَقْرَبَ جَبَلٍ يَلِيهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ، رَفَعَتْ طَرْفَ دِرْعِهَا، وَسَعَتْ سَعْيَ الإِنْسَانَ الْمَجْهُودِ حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ، فَقَامَتْ عَلَيْهَا، وَنَظَرَتْ هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَلِذَلِكَ سَعَى النَّاسُ بَيْنَهُمَا فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا فَقَالَتْ‏:‏ صَهْ، تُرِيدُ نَفْسَهَا ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ قَدْ أَسْمَعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ غِوَاثٌ فَإِذَا بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ يَبْحَثُ بِعَقِبِهِ، أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ هَكَذَا، وَتَقُولُ بِيَدِهَا وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الْمَاءِ فِي سِقَائِهَا وَهِيَ تَغُورُ بِقَدْرِ مَا تَغْرِفُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ، أَوْ قَالَ لَمْ تَغْرِفَ مِنَ الْمَاءِ كَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا قَالَ‏:‏ فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ‏:‏ لاَ تَخَافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتُ اللهِ يَبْنِيهِ هَذَا الْغُلاَمُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضَيِّعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ تَأْتِيهِ السُّيُولُ تَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَكَانُوا كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمٍ، أَوْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمٍ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كِدَاءَ، فَنَزَلُوا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طَائِرًا حَائِمًا فَقَالُوا‏:‏ إِنَّ هَذَا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى مَاءٍ، لَعَهْدُنَا بِهَذَا الْوَادِي وَمَا فِيهِ مَاءٌ، فَأَرْسَلُوا جُرَيًّا، أَوْ جُرَيَّيْنِ، فَإِذَا هُمْ بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْمَاءِ، وَأُمُّ إِسْمَاعِيلَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْمَاءِ فَقَالُوا‏:‏ تَأْذَنِينَ لَنَا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ‏؟‏ قَالَتْ نَعَمْ، وَلَكِنْ لاَ حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ‏.‏

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الأُنْسَ، فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الْغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ الْغُلاَمُ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ مَا تَزَوَّجَ إِسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْمَاعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ، فَقَالَتْ‏:‏ خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ هَيْئَتِهِمْ، وَعَنْ عَيْشِهِمْ، فَقَالَتْ‏:‏ نَحْنُ بِشَرٍّ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ، وَشَكَتْ إِلَيْهِ قَالَ‏:‏ فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرِيهِ السَّلاَمَ، وَقُولِي لَهُ‏:‏ يُغَيِّرُ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ أَنِسَ شَيْئًا قَالَ‏:‏ فَهَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلَنَا عَنْكَ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنَا عَنْ عَيْشِنَا، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي شِدَّةٍ وَجَهْدٍ، قَالَ‏:‏ أَبِي أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ‏:‏ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَطَلَّقَهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَسَأَلَ عَنْهُ قَالَتْ‏:‏ خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا قَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتُمْ‏؟‏ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ قَالَتْ‏:‏ بِخَيْرٍ، وَنَحْنُ فِي سَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللهِ قَالَ‏:‏ مَا طَعَامُكُمْ‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ اللَّحْمُ قَالَ‏:‏ فَمَا شَرَابُكُمْ‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ الْمَاءُ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ‏:‏ لَمْ يَكُنْ حَبٌّ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ حَبٌّ دَعَا لَهُمْ فِيهِ قَالَ‏:‏ فَهُمَا لاَ يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلاَّ لَمْ يُوَافِقَاهُ قَالَ‏:‏ فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ مِنِّي السَّلاَمُ، وَأْمُرِيهِ أَنْ يُثَبِّتَ عَتَبَةَ بَابِهِ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ‏:‏ هَلْ أَتَاكِ أَحَدٌ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ، وَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي عَنْ عَيْشِنَا فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّا بِخَيْرٍ قَالَ‏:‏ هَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ لَكَ‏:‏ أَنْ تُثَبِّتَ عَتَبَةَ دَارِكَ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ، ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلاً لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قَامَ، فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَبْتَنِيَ بَيْتًا هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا يَأْتِيهَا السَّيْلُ مِنْ نَاحِيَتِهَا، وَلاَ يَعْلُو عَلَيْهَا فَقَامَا، يَحْفُرَانِ عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْنِي حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ، جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ وَهُمَا يَقُولاَنِ‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏‏.‏ فَجَعَلاَ يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولاَنِ‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ‏:‏ كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَأْتِيهِمْ عَلَى الْبُرَاقِ قَالَ‏:‏ وَسَمِعْتُ رَجُلاً آخَرَ يَقُولُ‏:‏ بَكَيَا حِينَ الْتَقَيَا حَتَّى أَجَابَتْهُمُ الطَّيْرُ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِقُرَيْشٍ‏:‏ إِنَّهُ كَانَ وُلاَةَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَكُمْ طَسْمٌ فَتَهَاوَنُوا بِهِ، وَلَمْ يُعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ، ثُمَّ وَلِيَهُ بَعْدَهُمْ جُرْهُمٌ فَتَهَاوَنُوا فِيهِ، وَلَمْ يُعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ فَلاَ تَهَاوَنُوا بِهِ وَعَظِّمُوا حُرْمَتَهُ‏.‏

9108- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ مِنَ الْقَوَاعِدِ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لإِسْمَاعِيلَ‏:‏ ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَجْعَلْهُ عَلَمًا يَهْتَدِي النَّاسُ مِنْهُ، فَأَتَاهُ بِحَجَرٍ فَلَمْ يَرْضَهُ قَالَ‏:‏ اذْهَبْ فَائْتِنِي بِحَجَرٍ غَيْرِ هَذَا قَالَ‏:‏ وَأُوتِيَ إِبْرَاهِيمُ بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ، فَأَتَى إِسْمَاعِيلُ بِالْحَجَرِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ قَدْ أَتَانِي بِهِ مَنْ لَمْ يَكِلْنِي إِلَى حَجَرِكَ‏.‏

9109- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَرَ مَكَثَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً كَأَنَّهُ ثُغَامَةٌ بَيْضَاءُ‏.‏

باب سُنَّةِ الشُّرْبِ مِنْ زَمْزَمَ وَالْقَوْلِ إِذَا شَرِبْتَهُ

9110- عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ شُرْبُ زَمْزَمَ بِأَخْذِ الدَّلْوِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا حَتَّى يَتَضَلَّعَ، فَإِنَّهُ لاَ يَتَضَلَّعُ مِنْهَا مُنَافِقٌ‏.‏

9111- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَلاَ أَعْلَمُ الثَّوْرِيَّ إِلاَّ قَدْ حَدَّثْنَاهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ‏:‏ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ شَرِبْتُ مِنْ زَمْزَمَ قَالَ‏:‏ شَرِبْتَهَا كَمَا يَنْبَغِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، وَتُسَمِّي اللَّهَ ثُمَّ تَشْرَبُ، وَتَتَنَفَّسُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ حَمِدْتَ اللَّهَ تَعَالَى، وَتَتَضَلَّعُ مِنْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لاَ يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ‏.‏

9112- عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ‏.‏

باب زَمْزَمَ وَذِكْرِهَا

9113- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أَنْبَطَ زَمْزَمَ بَنَى عَلَيْهَا حَوْضًا فَطَفِقَ هُوَ وَابْنُهُ الْحَارِثُ يَنْزِعَانِ فَيَمْلآنِ ذَلِكَ الْحَوْضُ فَيُشْرِبَانِ مِنْهُ الْحَاجَّ، فَيَكْسَرُهُ أُنَاسٌ مِنْ حَسَدَةِ قُرَيْشٍ بِاللَّيْلِ وَيُصْلِحُهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ يُصْبِحُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا إِفْسَادَهُ دَعَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ رَبَّهُ، فَأُرِيَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ‏:‏ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي لاَ أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَلَكِنْ هِيَ لِشَارِبٍ حِلٌّ وَبِلٌّ، ثُمَّ كَفَيْتَهُمْ، قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حِينَ أَجْفَلَتْ قُرَيْشٌ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَى بِالَّذِي أُرِيَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَكُنْ يُفْسِدُ حَوْضَهُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلاَّ رُمِيَ بِدَاءٍ فِي جَسَدِهِ، حَتَّى تَرَكُوا لَهُ حَوْضَهُ وَسِقَايَتَهُ‏.‏

9114- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ، وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ زَمْزَمَ وَهُوَ يَرْفَعُ ثِيَابَهُ بِيَدِهِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي لاَ أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَلَكِنْ هِيَ لِشَارِبٍ أَحْسَبُهُ قَالَ‏:‏ وَمُتَوَضِّئٍ حِلٌّ وَبِلٌّ‏.‏

9115- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ أَيْضًا وَهُوَ قَائِمٌ عِنْدَ زَمْزَمَ مِثْلَ ذَلِكَ‏.‏

9116- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ زُيَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ لِزَمْزَمَ‏:‏ بَرَّةٌ، مَضْنُونَةٌ، ضُنَّ بِهَا لَكُمْ أَوَّلُ مَنْ أَخْرَجَتْ لَهُ، إِسْمَاعِيلُ، قَالَ كَعْبٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ‏:‏ وَنَجِدُهَا طَعَامَ طُعْمٍ، وَشِفَاءَ سَقَمٍ‏.‏

9117- عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَهْرَامَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ تُبَيْعًا يَقُولُ‏:‏ عَنْ كَعْبٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا دَخَلَ زَمْزَمَ دَخَلَهَا بِبَعِيرِهِ، ثُمَّ شَرِبَ مِنْهَا، وَأَفْرَغَ عَلَى ثِيَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ لِمَ تَبُلُّ ثِيَابَكَ يَا أَعْرَابِيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ هَذِهِ، هَذِهِ فِي كِتَابِ اللهِ بَرَّةٌ، شَرَابُ الأَبْرَارِ زَمْزَمُ، لاَ تُنْزِفُ، وَلاَ تُذَمُّ، وَاسْمُهَا رُوَاءٌ، طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سَقَمٍ‏.‏

9118- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ ذِي مَكَّةُ، وَوَادٍ فِي الْهِنْدِ هَبَطَ بِهِ آدَمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ هَذَا الطِّيبُ الَّذِي تَطَّيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ‏:‏ بَرَهَوْتُ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ زَمْزَمُ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهَوْتُ، وَهِيَ بِئْرٌ فِي بَرَهَوْتَ تَجْتَمِعُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ‏.‏

9119- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَّهُ يُقَالُ‏:‏ خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَرُّ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ بَرَهَوْتَ، شِعْبٌ مِنْ شِعَابِ حَضَرَمَوْتَ، وَخَيْرُ بِقَاعِ الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَشَرُّ بِقَاعِ الأَرْضِ الأَسْوَاقُ‏.‏

9120- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَوْ عَنِ الْعَلاَءِ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ كُنَّا نُسَمِّيهَا شُبَاعَةَ، يَعْنِي زَمْزَمَ، وَكُنَّا نَجِدُهَا نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ‏.‏

9121- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ‏:‏ نَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ، يَعْنِي زَمْزَمَ، شَرَابَ الأَبْرَارِ، يَعْنِي زَمْزَمَ، مَضْنُونَةٌ، طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءٌ مِنْ سَقَمٍ، وَلاَ تُنْزَحُ، وَلاَ تُذَمُّ قَالَ‏:‏ وَقَالَ‏:‏ وَهْبٌ‏:‏ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَتَّى يَتَضَلَّعَ أَحْدَثَتْ لَهُ شِفَاءً، وَأَخَرَجَتْ لَهُ دَاءً‏.‏

9122- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سَقَمٍ‏.‏

9123- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَقُولُ‏:‏ هِيَ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ يَقُولُ‏:‏ تَنْفَعُ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ‏.‏

9124- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ زَمْزَمُ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ، إِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ الشِّفَاءَ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ أَنْ تُشْبِعُكَ أَشْبَعَتْكَ هِيَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ‏.‏

9125- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ أَنَّهُ سَمَّى زَمْزَمَ فَسَمَّاهَا زَمْزَمَ وَبَرَّةَ وَمَضْنُونَةً‏.‏

9126- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يُخْرِجَ السِّقَايَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ‏:‏ مَا اقْتَدَيْتَ بِبِرِّ مَنْ هُوَ أَبَرُّ مِنْكَ، وَلاَ بِفُجُورِ مَنْ هُوَ أَفْجَرُ مِنْكَ‏.‏

باب حَمْلِ مَاءِ زَمْزَمَ

9127- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو‏:‏ إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي لَيْلاً فَلاَ تُصْبِحَنَّ، أَوْ نَهَارًا فَلاَ تُمْسِيَنَّ، حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَاءً مِنْ زَمْزَمَ فَاسْتعَانَتِ امْرَأَةُ سُهَيْلٍ أُثَيْلَةَ الْخُزَاعِيَّةَ جَدَّةَ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَأَدْلَجَتَا وَجَوَارٍ مَعَهُمَا، فَلَمْ تُصْبِحَا حَتَّى فَرَتَا مُزَادَتَيْنِ فَزَعَبَتَاهُمَا، وَجَعَلَتَاهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيَّيْنِ، ثُمَّ مَلأَتْهُمَا مَاءً، فَبَعَثَتْ بِهِمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

باب ذِكْرِ مَنْ قُبِرَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ

9128- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ دُفِنَ إِسْمَاعِيلُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ‏.‏

9129- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ‏:‏ طُفْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَذَكَرَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى ذَكَرَ قَبْرَ إِسْمَاعِيلَ هُنَالِكَ، أَحْسَبُهُ، ذَكَرَ نَحْوَ تِسْعِينَ نَبِيًّا، أَوْ سَبْعِينَ‏.‏

9130- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ هَذَا الْمُحْدَوْدِبَ قَبْرُ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ، مُقَابِلَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ نَحْوَ الرُّكْنِ‏.‏

باب فَضْلِ الصَّلاَةِ فِي الْحَرَمِ

9131- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ‏.‏

9132- عَنْ مَعْمَرٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

9133- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ‏:‏ صَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ قَالَ‏:‏ وَلَمْ يُسَمِّ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ فَيُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّمَا يُرِيدُ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ‏.‏

9134- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ مِثْلَ خَبَرِ عَطَاءٍ هَذَا، وَيُشِيرُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ‏.‏

9135- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَ‏:‏ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ‏.‏

9136- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ‏.‏

9137- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ‏.‏

9138- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ‏.‏

9139- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ صَلاَةٍ فِي الْمَدِينَةِ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَ قَوْلِ قَتَادَةَ‏.‏

9140- عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ الشَّرِيدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي نَذَرْتُ إِنِ اللَّهُ فَتَحَ عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ‏:‏ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَاهُنَا أَفْضَلُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ صَلَّيْتُ هَاهُنَا أَجْزَأَ عَنْكَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ‏.‏

9141- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعٍ قَالَ‏:‏ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَسْجِدَ قِبَاءَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللهِ لأَنْ أُصَلِّيَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ صَلاَةً وَاحِدَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَرْبَعًا، بَعْدَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ صَلاَةً وَاحِدَةً، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْمَسْجِدُ بِأُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ لَضَرَبْنَا إِلَيْهِ آبَاطَ الإِبِلِ‏.‏

9142- عَنِ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ‏.‏

باب الْبُزَاقِ فِي الْحِجْرِ

9143- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَطَاءٌ‏:‏ إِنْ تَنَخَّمَ رَجُلٌ فِي الْحِجْرِ فَلاَ بَأْسَ إِذَا غَيَّبَهُ‏.‏

9144- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ‏:‏ تَنَخَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَلَمْ يُغَيِّبْهَا، فَجَاؤُوا مَعَهُ بِمِصْبَاحٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهَا بِرِدَائِهِ وَيَتَتَبَّعُهَا بِهِ‏.‏

9145- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَوْلَى أَسْلَمَ وَغَيْرِهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ تَنَخَّمَ فِي الْمَسْجِدِ طَاهِرًا كُتِبَتْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً، فَلْيُغَيِّبْ أَحَدُكُمْ نُخَامَتَهُ‏.‏

9146- أَخْبَرَنَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ فِي الْكَعْبَةِ فَيُرِيدُ أَنْ يَبْزُقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَبْزُقُ فِي ثَوْبِهِ‏.‏

باب الْحِجْرِ وَبَعْضُهُ مِنَ الْكَعْبَةِ

9147- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ لَمَّا كَانَ أَهْلُ الشَّامِ فِي الْجَيْشِ الأَوَّلِ جَيْشِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ حَرَقَ الرَّجُلُ مِنْ نَحْوِ بَابِ بَنِي جُمَحَ، وَالْمَسْجِدُ يَوْمَئِذٍ مَلآنُ خِيَامًا وَأَبْنِيَةً، فَسَارَ الْحَرِيقُ حَتَّى أَحْرَقَ الْبَيْتَ، فَأَحَرَقَ كُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهِ وَيَحْرِدُ حَتَّى إِذْ طَائِرًا لَيَقَعُ عَلَيْهِ فَتَنْتَثِرُ حِجَارَتُهُ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُرْتَفِعِ قَالَ‏:‏ فَوَاللهِ إِنَّا لَنُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ الْعِشَاءَ وَرَاءَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، إِذَا رَأَيْتُ فِي جَوْفِ الْبَيْتِ وَرَأَيْنَا مِنْ خَلِّ الْبَابِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ‏:‏ هَلْ رَأَيْتُمْ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَأَجْمَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِهَدْمِهِ وَبِنَائِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ كَذَا وَكَذَا بَعِيرًا يَحْمِلُ الْوَرْسَ مِنَ الْيَمَنِ، وَذَكَرَ أَرْبَعَةَ آلاَفِ بَعِيرٍ، وَشَيْئًا سَمَّاهُ، يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مَدَرًا لِلْبَيْتِ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ إِنَّ الْوَرْسَ يَعْفُنُ وَيَرْفُتُ، فَقَسَّمَ الْوَرْسَ فِي نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَقَوَاعِدِهِنَّ، وَبَنَى بِالْقَصَّةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمَّا أَحْضَرَ حَاجَتَهُ‏:‏ إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَلاَ تَدَعِ النَّاسَ لاَ قِبْلَةَ لَهُمْ، اجْعَلْ عَلَى زَوَايَاهَا صَوَارِيَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهَا سُتُورًا يُصَلِّي النَّاسُ إِلَيْهَا، فَفَعَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الأَحَدِ، صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا تَرَوْنَ فِي هَدْمِ الْبَيْتِ، فَلَمْ يَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَقَالُوا‏:‏ نَرَى أَنْ لاَ تَهْدِمَهُ، فَسَكَتَ عَنْهُمْ حَتَّى إِذَا انْتَفَدَ رَأْيَهُمْ قَالَ‏:‏ يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَسُدُّ أُسَّهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ الطَّائِرَ يَقَعُ عَلَيْهِ فَتَنْتَثِرُ حِجَارَتُهُ، أَلاَ إِنِّي هَادِمٌ غَدًا، وَوَافَقَ ذَلِكَ جِنَازَةَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَاتَّبَعَهَا مَنْ كَانَ يُرِيدُ اتِّبَاعَهَا وَمَنْ كَانَ لاَ يُرِيدُ اتِّبَاعَهَا، وَكُسِرَتْ لَهُ وِسَادَةٌ عِنْدَ الْمَقَامِ، ثُمَّ عَلاَهُ رِجَالٌ مِنْ وَرَاءِ السُّتُورِ، وَفَرَغَ النَّاسُ مِنْ جِنَازَتِهِمْ، فَالذَّاهِبُ فِي مِنًى وَالذَّاهِبُ فِي بِئْرِ مَيْمُونٍ، لاَ يَرَوْنَ إِلاَّ أَنَّهُ سَيُصِيبُهُمْ صَاخَّةٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَتَى النَّاسُ فَقِيلَ‏:‏ ادْخُلُوا فَقَدْ وَاللهِ هَدَمَ، دَخَلَ النَّاسُ، وَحَفَرَ حَتَّى هَدَمَهَا عَنْ رَبَضٍ فِي الْحِجْرِ، فَإِذَا هُوَ آخِذٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ لاَ يَسْتَحِقُّ فَدَعَا مُكَبِّرَةَ قُرَيْشٍ، فَأَرَاهُمْ إِيَّاهُ، وَأَخَذَ ابْنُ مُطِيعٍ الْعَتَلَةَ مِنْ شِقِّ الرَّبَضِ الَّذِي يَلِي دَارَ بَنِي حُمَيْدٍ، فَأَنْفَضَهُ أَجْمَعَ أَكْتَعَ، ثُمَّ بَنَاهَا حَتَّى سَمَاهَا، وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وَيَخْرُجُونَ مِنْ هَذَا، فَبَنَاهَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَائِهَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ حُفْرَةٌ مُنْكَرَةٌ وَجَرَاثِيمُ وَقَعَادٍ، فَآبَ النَّاسُ إِلَى بَطْحِهِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَبْطَحُ عَلَى مِئَةِ بَعِيرٍ وَادِيٍّ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ فِي حُلَّتِهِ وَقَمِيصِهِ إِلَى ذِي طُوًى، فَيَأْتِي فِي طَرْفِ رِدَائِهِ بِبَطْحَاءَ، يَحْتَسِبُ فِي ذَلِكَ الْخَيْرَ حَتَّى إِذَا مَلَّ النَّاسُ أَخَذَ يُقْوِتُهُ فَبَطَحَ حَتَّى اسْتَوَى، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أَرَى أَنْ تَعْتَمِرُوا مِنَ التَّنْعِيمِ مُشَاةً فَمَنْ كَانَ مُوسِرًا بَجَزُورٍ نَحَرَهَا وَإِلاَّ فَبَقَرَةٍ، وَإِلاَّ فَشَاةٍ قَالَ‏:‏ فَذَكَرْتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ، دَبَّتِ الأَرْضُ سَهْلُهَا وَجَبَلُهَا، نَاسًا كِبَارًا وَنَاسًا صِغَارًا، وَعَذَارَى، وَثَيِّبًا، وَنِسَاءً، وَالْحَلْقَ قَالَ‏:‏ فَأَتَيْنَا الْبَيْتَ فَطُفْنَا مَعَهُ وَسَعَيْنَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ نَحَرْنَا وَذَبَحْنَا فَمَا رَأَيْتُ الرُّؤُوسَ وَالْكَرْعَانَ وَالأَذْرُعَ فِي مَكَانٍ أَكْثَرَ مِنْهَا يَوْمَئِذٍ‏.‏

9148- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى تِلْكَ الْقَوَاعِدَ تُحَرَّكُ بِالْعَتَلَةِ، فَيَكَادُ الْبَيْتُ يَتَحَرَّكُ قَالَ‏:‏ كَأَنَّهَا الإِبِلُ الْبَوَارِكُ‏.‏

9149- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، أَوْ غَيْرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ الْحِجْرُ مِنَ الْبَيْتِ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ‏}‏، قَالَ‏:‏ وَطَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَائِهِ‏.‏

9150- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ‏:‏ وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلاَفَتِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ‏:‏ مَا أَظُنُّ أَبَا خُبَيْبٍ سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا قَالَ‏:‏ وَكَانَ الْحَارِثُ مُصَدَّقًا لاَ يَكْذِبُ قَالَ‏:‏ سَمِعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهَا تَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ، وَإِنِّي لَوْلاَ حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ فِيهِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ أَنْ يَبْنُوهُ مِنْ بَعْدِي فَهَلُمَّ لأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَزَادَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ وَجَعَلْتُ لَهُ بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْضِ، شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا‏؟‏ قَالتْ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ تَعَزُّزًا لأَنْ لاَ يُدْخِلُوهَا إِلاَّ مَنْ أَرَادُوا، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَرِهُوا أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ حَتَّى يَرْتَقِيَ، حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَارِثِ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، فَنَكَتَ بِعَصَاهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ‏.‏

9151- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ‏:‏ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَفَلاَ تَرُدُّهْ يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ، أَوْ إِنَّهُمْ حَدِيثُونَ بِكُفْرٍ‏.‏

9152- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي‏:‏ أَنَّ عُمَرَ قَدِمَ مَكَّةَ فَأَرْسَلَ إِلَى شَيْخٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ وَلِيدٍ مِنْ وِلاَدَةِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ‏:‏ وَكَانَتْ نِسَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسَ لَهُنَّ عِدَّةٌ قَالَ‏:‏ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ ذَهَبَ مَعَ الشَّيْخِ إِلَى عُمَرَ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي الْحِجْرِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ‏:‏ أَمَّا النُّطْفَةُ فَمِنْ فُلاَنٍ‏؟‏ وَأَمَّا الْوَلَدُ فَعَلَى فِرَاشِ فُلاَنٍ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ صَدَقْتَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْفِرَاشِ قَالَ‏:‏ فَلَمَّا قَامَ الشَّيْخُ قَالَ عُمَرُ‏:‏ تَعَالَ حَدِّثْنِي عَنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ قَالَ‏:‏ إِنَّ قُرَيْشًا تَقَوَّوْا لِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَعَجَزُوا وَاسْتَقْصَرُوا، وَتَرَكُوا بِنَاءَهَا بَعْضَهَا فِي الْحِجْرِ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏

9153- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْءٌ، فَحَلَفَ أَنْ لاَ يُكَلِّمَهَا، فَأَرَادَتْهُ عَلَى أَنْ يَأْتِيَهَا فَأَبَى فَقِيلَ لَهَا‏:‏ إِنَّ لَهُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَطُوفُهَا، فَرَصَدَتْهُ بِبَابِ الْحِجْرِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِهَا أَخَذَتْ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ اجْتَرَّتْهُ حَتَّى دَخَلَتِ الْحِجْرَ، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ فُلاَنٌ عَنْكَ حُرٌّ، وَفلاَنٌ عَنْكَ حُرٌّ، وَالَّذِي أَنَا فِي بَيْتِهِ، فَجَعَلَتْ تَحْلِفُ لَهُ وَتَعْتَذِرُ إِلَيْهِ‏.‏

9154- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سَأَلَتْهُ أَنْ يَفْتَحَ لَهَا الْكَعْبَةَ لَيْلاً فَأَبَى عَلَيْهَا، زَعَمُوا شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ لأُمِّ كُلْثُومٍ‏:‏ انْطَلِقِي تَدْخُلِي الْكَعْبَةَ فَدَخَلَتِ الْحِجْرَ‏.‏

9155- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ مَا أُبَالِي أَفِي الْحِجْرِ صَلَّيْتُ أَمْ فِي جَوْفِ الْبَيْتِ‏.‏

9156- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ‏:‏ أَنَّ عَائِشَةَ، صَلَّتْ فِي الْحِجْرِ وَقَالَتْ‏:‏ لأُصَلِّيَنَّ فِي الْبَيْتِ، يَعْنِي الْحِجْرِ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ فُلاَنٍ لِبَعْضِ الْحَجَبَةِ، وَكَانَ مَنَعَهَا أَنْ تَدْخُلَ الْبَيْتَ لَيْلاً‏.‏

9157- أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَرْثَدَ بْنَ شُرَحْبِيلَ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ‏:‏ أَدْخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى عَائِشَةَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ خِيَارِ قُرَيْشٍ وَمُكَبَّرَتِهِمْ فَأَخْبَرَتْهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا‏:‏ لَوْلاَ حَدَاثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بِالشِّرْكِ لَبَنَيْتُ الْبَيْتَ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ، وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَا قَصَّرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ لاَ، قَالَ‏:‏ قَصُرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ قَالَ‏:‏ فَكَانَتِ الْكَعْبَةُ قَدْ وَهَتْ مِنْ حَرِيقِ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ‏:‏ فَهَدَمَهَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَكَشَفَ عَنْ رَبَضٍ فِي الْحِجْرِ، آخِذٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فَتَرَكَهُ مَكْشُوفًا ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ لِيُشْهِدَ عَلَيْهِ قَالَ‏:‏ فَرَأَيْتُ رَبَضَهُ ذَلِكَ كَخَلِفِ الإِبِلِ، خَمْسُ حِجَارَاتٍ وَجْهٌ حَجَرٌ وَوَجْهٌ حَجَرَانِ قَالَ‏:‏ وَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَأْخُذُ الْعَتَلَةَ فَيَهُزُهَا مِنْ نَاحِيَةِ الرُّكْنِ فَيَهَتَزُّ الرُّكْنُ الآخَرُ قَالَ‏:‏ ثُمَّ بَنَى عَلَى ذَلِكَ الرَّبَضِ، وَصَنَعَ بِهِ بَابَيْنِ لاَصِقَيْنِ بِالأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهُ الْحَجَّاجُ مِنْ نَحْوِ الْحِجْرِ، ثُمَّ أَعَادَهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ وَدِدْتُ أَنَّكَ تَرَكْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا تَحَمَّلَ قَالَ‏:‏ قَالَ مَرْثَدٌ‏:‏ وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ‏:‏ لَوْ وَلِيتُ مِنْهُ مَا وَلِيَ الْحِجْرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَدْخَلْتُ الْحِجْرَ كُلَّهُ فِي الْبَيْتِ فَلِمَ يُطَفْ بِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْبَيْتِ‏.‏

باب مَا تُشَدُّ إِلَيْهِ الرِّحَالُ وَالصَّلاَةِ فِي مَسْجِدِ قِبَاءَ

9158- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى‏.‏

9159- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ غِفَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ‏:‏ لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِنَ الطُّورِ قَالَ‏:‏ لَوْ لَقِيتُكَ مَا تَرَكْتُكَ تَذْهَبُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ، مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَمَسْجِدِي هَذَا‏.‏

9160- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ وَأَقُولُ أَنَا‏:‏ كَانَ ابْنُ عَطَاءٍ يَقُولُ‏:‏ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ، وَذَكَرَ، مِثْلَهُ، كَانَ عَطَاءٌ يُنْكِرُ الأَقْصَى ثُمَّ عَادَ فَعَدَّهُ مَعَهَا‏.‏

9161- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ طَاوُوسٌ‏:‏ تُرَّحَلُ الرِّحَالُ إِلَى مَسْجِدَيْنِ مَسْجِدِ مَكَّةَ وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ‏.‏

9162- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ عَنْ بُصْرَةَ بْنِ أَبِي بُصْرَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ، مَسْجِدِ الْحَرَامِ، ثُمَّ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ‏.‏

9163- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ‏:‏ لَوْ كَانَ مَسْجِدُ قِبَاءَ فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ ضَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ‏.‏

9164- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ بَيْنَا عُمَرُ فِي نَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ مَرَّ بِهِ رَجُلاَنِ، فَقَالَ‏:‏ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمَا‏؟‏ قَالاَ‏:‏ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَعَلاَهُمَا ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ وَقَالَ‏:‏ حَجٌّ كَحَجِّ الْبَيْتِ‏؟‏ قَالاَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا جِئْنَا مِنْ أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَمَرَرْنَا بِهِ، فَصَلَّيْنَا فِيهِ، فَقَالَ‏:‏ كَذَلِكَ إِذًا فَتَرَكَهُمَا‏.‏

9165- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ تَجَهَّزْ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي، فَلَمَّا فَرَغَ جَاءَهُ قَالَ‏:‏ اجْعَلْهَا عُمْرَةً‏.‏

9166- أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ لَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَرْسَخَانِ مَا أَتَيْتُهُ‏.‏

9167- عَنِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي جَابِرٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُقْسِمُ باللهِ‏:‏ مَا رَدَّ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلاَّ عَنْ سَخْطَةٍ، يَعْنِي عَلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ‏.‏

9168- أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلْمُثَنَّى‏:‏ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ قَالَ‏:‏ لاَ تَفْعَلْ، سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ‏:‏ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ‏.‏ فَقَالَ لَهُ‏:‏ طَوَافٌ سَبْعًا بِالْبَيْتِ خَيْرٌ مِنْ سَفَرِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ‏.‏

9169- عَنْ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلثَّوْرِيِّ‏:‏ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ تَفْعَلْ‏.‏

9170- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَطَاءً يَقُولُ‏:‏ طَوَافُ سَبْعٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ سَفَرِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ قُلْتُ‏:‏ فَآتِي جُدَّةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِالطَّوَافِ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَأَخْرُجُ إِلَى الشَّجَرَةِ، فَأَعْتَمِرُ مِنْهَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏ قَالَ‏:‏ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ‏:‏ مَا زَالَتَا قَدَمَايَ مُنْذُ قَدِمْتُ مَكَّةَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ فَالاِخْتِلاَفُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ الْجِوَارُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلِ الاِخْتِلاَفُ‏.‏

9171- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لاَبْنِ عُمَرَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ آتِيَ الطُّورَ قَالَ‏:‏ إِنَّمَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى، وَدَعْ عَنْكَ الطُّورَ فَلاَ تَأْتِهِ‏.‏

باب رُؤْيَةِ الْبَيْتِ

9172- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ أَنَّهُ مَنْ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ تَعْظِيمًا لَهُ وَمَعْرِفَةً لِحَقِّهِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَمَنْ جَاءَهُ زَائِرًا لَهُ، تَعْظِيمًا لَهُ، وَمَعْرِفَةً لَهُ، تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُ حِينَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ‏.‏

9173- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ قَالاَ‏:‏ النَّظَرُ إِلَى الْبَيْتِ عِبَادَةٌ، وَتُكْتَبُ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ مَا دَامَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ‏.‏

9174- عَنِ ابْنِ مُبَارَكٍ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، مِثْلَهُ‏.‏

9175- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ لِكُلِّ نَظْرَةٍ تُنْظَرُ إِلَى الْبَيْتِ حَسَنَةً‏.‏

باب خَرَابِ الْبَيْتِ

9176- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَظْهَرُ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ عَلَى الْكَعْبَةِ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ، قَالَ‏:‏ فَيَهْدِمُهَا‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ الْكَعْبَةَ تُهْدَمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَمْتِعُوا مِنْهَا‏.‏

9177- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَفَعَهُ أَظُنُّهُ قَالَ‏:‏ اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلاَّ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ‏.‏

9178- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ‏:‏ اسْتَكْثِرُوا مِنْ هَذَا الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، فَإِنِّي بِهِ أَصْمَعَ أَصْعَلَ يَعْلُوهَا يَهْدِمُهَا بِمِسْحَاتِهِ‏.‏

9179- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ‏:‏ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلَعَ أُفَيْدَعَ، قَدْ عَلاَهَا بِمِسْحَاتِهِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَشْيَاخِهِ، وَأَهْلِ الْبَلَدِ‏:‏ أَنَّ الْحَبَشَةَ مُخَرِّبُوهَا‏.‏

9180- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ‏:‏ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلَعَ، أُفَيْدَعَ، قَائِمًا عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ فَنَظَرْتُ حِينَ هَدَمَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهِيَ تُهْدَمُ هَلْ أَرَى صِفَتَهُ‏.‏

9181- عَنْ عَمْرٍو، فَلَمْ أَرَهُ‏.‏

9182- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدْمَهَا هَرَبْنَا مِنْ مَكَّةَ فَلَبِثْنَا ثَلاَثًا، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْنَا الْعَذَابُ‏.‏

9183- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ الْحُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ حِينَ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى الْكَعْبَةِ طَلَعَتْ سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ نَحْوَ أَبِي قُبَيْسٍ فَرَعَدَتْ، ثُمَّ صَعَقَتْ فَاحْتَرَقَتِ الْمَنْجَنِيقُ، وَاحْتَرَقَ تَحْتَهُ سَبْعُونَ رَجُلاً‏.‏

9184- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عُلَيْمٍ الْكِنْدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سُلْمَانَ يَقُولُ‏:‏ لَيَخْرَبَنَّ هَذَا الْبَيْتُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ‏.‏

9185- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فِي الْكَعْبَةِ تَهْدِمُونَهَا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تُرْفَعُ فِي الرَّابِعَةِ فَاسْتَمْتِعُوا مِنْهَا‏.‏

باب الْمُؤمِنِ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنَ الْبَيْتِ

9186- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مِينَاءَ أَخْبَرَهُ قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بَعْدَ حَرِيقِ الْبَيْتِ، إِذْ قَالَ‏:‏ أَيْ سَعِيدُ، أَعَظَّمْتُمْ مَا صَنَعَ الْبَيْتُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَمَا أَعْظَمُ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ دَمُ الْمُسْلِمِ يُسْفَكُ بِغَيْرِ حَقِّهِ‏.‏

9187- عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

باب الْحَرَمِ وَعَضِدِ عِضَاهِهِ

9188- عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِمَعْمَرٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ‏:‏ أَبَلَغَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ قَالَ‏:‏ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُحَرِّمُوا مَكَّةَ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهَا فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ مِنْ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَرَجُلٌ أَخَذَ بِذُحُولِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ‏.‏

9189- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَطُّ إِلاَّ سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لاَبُدَّ مِنْهُ إِنَّهُ لِلْقَيْنِ وَلِلْبُيُوتِ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَهُوَ حَلاَلٌ‏.‏

9190- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ‏:‏ سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَذْكُرُ هَذَا أَجْمَعَ، وَزَادَ فِيهِ‏:‏ وَلاَ يُخَافُ آمِنُهَا‏.‏

9191- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ‏:‏ بِخُطْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَوْ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏.‏

9192- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْفَتْحِ أَمَرَ بِتِلْكَ الأَصْنَامِ، قَالَ‏:‏ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَنُكِبَتْ عَلَى وُجُوهِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَسُحِبَتْ حَتَّى أُخْرِجَتْ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا‏}‏، قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلاَ لأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أَحَلَّهَا اللَّهُ لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، لاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ قَالَ‏:‏ فَقَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ لِبُيُوتِنَا، وَصَاغَتِنَا، وَقُيُونِنَا‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ حَلاَلٌ‏.‏

9193- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسِبْتُهُ يَوْمَ الْفَتْحِ‏:‏ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ عِضَاهُهَا، وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِلاَّ الإِذْخِرَ‏.‏

باب الدَّوْحَةِ‏:‏ وَهِيَ الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ

9194- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي عَطَاءٌ فِي الدَّوْحَةِ‏:‏ تُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ بَقَرَةٌ، يَعْنِي تُقْطَعُ‏.‏

9195- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ سِبَاعٍ‏:‏ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ كَانَ يَقْطَعُ الدَّوْحَةَ مِنْ حَائِطٍ كَانَ فِي شِعْبِ مِنًى، وَالشَّجَرَةَ، وَالسَّلَمَ، وَيُغَرِّمُ عَنْ كُلِّ دَوْحَةٍ بَقَرَةً‏.‏

9196- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ‏:‏ فِي الدَّوْحَةِ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ، أَوْ سِتَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا بِمَكَّةَ‏.‏

9197- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ يَقُولُ‏:‏ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ مُضَرِّسٍ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْحُجَّاجِ قَطَعَ شَجَرًا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، أَوْ قَالَ شَجَرَةً، قَالَ‏:‏ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهُ، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ، كَانَتْ قَدْ ضَيَّقَتْ عَلَيْنَا مَنَازِلَنَا وَمَسَاكِنَنَا قَالَ‏:‏ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ عُمَرُ ثُمَّ مَا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إِلاَّ دِينَهُ‏.‏

9198- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَأَى رَجُلاً يَقْلَعُ سَمُرَةً، فَقَالَ‏:‏ لاَ يُعْضَدُ عِضَاهُهَا‏.‏

باب مَا يُنْزَعُ مِنَ الْحَرَمِ

9199- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي السِّوَاكِ يُنْزَعُ مِنَ الْحَرَمِ كَانَ لاَ يَرَى بِهِ بَأْسًا‏.‏

9200- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِالسِّوَاكَ وَالْعِصِيِّ تَأْخُذُهُ مِنَ الْحَرَمِ قَالَ‏:‏ وَكَرِهَهُ عَطَاءٌ‏.‏

9201- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِنَزْعِ الْمَيْسِ، وَالصَّغَابَيْسِ، وَالسِّوَاكِ مِنَ الْبَشَامَةِ فِي الْحَرَمِ قَالَ‏:‏ لاَ نَرَاهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ‏:‏ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا إِلاَّ لِلْمَاشِيَةِ‏.‏

قَالَ عَمْرٌو‏:‏ وَبِوَرَقِ السَّنَا لِلْمَشِيِّ، وَلَعَمْرِي لَئِنْ كَانَ مِنْ أَصْلِهِ أَبْلَغَ لَيُنْتَزَعَنَّ كَمَا تُنْتَزَعُ مِنْهُ الصَّغَابَيْسُ وَالنُّهَيْسُ، وَأَمَّا التِّجَارَةُ فَلاَ‏.‏

9202- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ كَرِهَ عَطَاءٌ، وَعَمْرٌو، مَا نَبَتَ عَلَى مَائِكَ فِي الْحَرَمِ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ فَرَاجَعَ عِكْرِمَةُ عَطَاءً فَقَالَ‏:‏ لَئِنْ حَرُمَ عَلَيَّ مَا نَبَتَ عَلَى مَائِي فِي الْحَرَمِ لَيَحْرُمَنَّ عَلَيَّ قُطْنِيِّ، فَإِنَّهُ تَنْبُتُ فِيهِ الْغَرِيبَةُ، وَتَنْبُتُ فِيهِ الْخُضَرُ وَالنَّجْمُ، فَإِذًا لاَ يَسْتَطِيعُ النَّاسُ خُضَرَهُمْ، فَقَالَ‏:‏ أُحِلَّ لَكَ مَا نَبَتَ عَلَى مَائِكَ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ أَنْبَتَّهُ‏.‏

9203- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ كَرِهَ عَطَاءٌ لِي أَنْ أُقَرِّبَ لِبَعِيرِي غُصْنًا، أَوْ لِشَاتِي قَالَ‏:‏ وَأَقُولُ ضَمِنْتَهُ إِنْ كَسَرْتَهُ وَذَلِكَ اخْتِلاَءٌ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ وَسَأَلَهُ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ يَعْنِي عَطَاءً قَالَ‏:‏ بُسِطَ بِسَاطِي عَلَى بَيْتٍ فِي الْحَرَمِ فَيَنْزِلُونَ عَلَيْهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

9204- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ بِمِنًى إِذْ هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يَعْضِدُ مِنْ شَجَرٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ‏:‏ مَا تَصْنَعُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَقْطَعُ عَلَفًا لِبَعِيرِي، لَيْسَ عِنْدِي عَلَفٌ قَالَ‏:‏ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَأَمَرَ عُمَرُ لَهُ بِنَفَقَةٍ‏.‏

باب مَا يُكْرَهُ مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَمِ وَقَطْعِ الْغُصْنِ

9205- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ‏:‏ كَرِهَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَمِ، فَيُصْنَعَ عُرًى لِلْغَرَائِرِ يُرْبَطُ عَلَيْهَا‏.‏

9206- عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ‏:‏ كَرِهَ مُجَاهِدٌ أَنْ يُخْرَجَ مِنْ حِجَارَةِ الْحَرَمِ شَيْءٌ‏.‏

9207- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لاَ تَقْطَعُوا الأَخْضَرَ مِنْ عُرَنَةَ وَنَمِرَةَ‏.‏

9208- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَضَدِ الشَّجَرِ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ حَتْمَةٌ لِلدَّوَابِّ فِي الْجَدْبِ‏.‏

9209- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أُخْبِرْتُ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقْطَعُوا الشَّجَرَ، فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِلْمَوَاشِي فِي الْجَدْبِ‏.‏

باب الْكِرَاءِ فِي الْحَرَمِ، وَهَلْ تُبَوَّبُ دُورُ مَكَّةَ‏؟‏ وَالْكِرَاءِ بِمِنًى

9210- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ عَطَاءٌ يَنْهَى عَنِ الْكِرَاءِ فِي الْحَرَمِ، وَأَخْبَرَنِي‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى أَنْ تُبَوَّبَ دُورُ مَكَّةَ؛ لأَنْ يَنْزِلَ الْحَاجُّ فِي عَرَصَاتِهَا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَوَّبَ دَارَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ أَنْظِرْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا تَاجِرًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ بَابَيْنِ يَحْبِسَانِ ظَهْرِي قَالَ‏:‏ فَذَلِكَ إِذًا‏.‏

9211- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ‏:‏ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، لاَ تَتَّخِذُوا لِدُورِكُمْ أَبْوَابًا، لِيَنْزِلَ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ نَهَى عَنْ إِجَارَةِ بُيُوتِ مَكَّةَ، وَبَيْعِ رِبَاعِهَا، قَالَ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ‏:‏ لَقَدِ اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ، وَمَا لِدَارٍ بِمَكَّةَ بَابٌ‏.‏

قَالَ مَعْمَرٌ‏:‏ وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَطَاءً يَقُولُ‏:‏ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ قَالَ‏:‏ يَنْزِلُونَ حَيْثُ شَاؤُوا‏.‏

9212- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَرَأْتُ كِتَابًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ‏:‏ يَأْمُرُهُ أَنْ لاَ يُكْرَى بِمَكَّةَ شَيْءٌ‏.‏

9213- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي حُجَيْرٌ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ اللَّهُ يَعْلَمُهُ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْكَنٍ لِي فَقَالَ‏:‏ كُلْ كِرَاءَهُ‏.‏

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ‏:‏ وَلاَ يَرَى بِهِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ بَأْسًا قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ يَكُونُ بِهِ بَأْسٌ وَالرَّبْعُ يُبَاعُ فَيُؤْكَلُ ثَمَنُهُ، وَقَدِ ابْتَاعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ دَارَ السِّجْنِ بِأَرْبَعَةِ أَلاَفِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَرُّوخَ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، اشْتَرَى مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ دَارَ السِّجْنِ بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ، فَإِنْ عُمَرُ رَضِيَ فَالْبَيْعُ بَيْعُهُ، وَإِنْ عُمَرُ لَمْ يَرْضَ بِالْبَيْعِ فَلِصَفْوَانَ أَرْبَعُ مِئَةِ دِرْهَمٍ، فَأَخَذَهَا عُمَرُ‏.‏

9214- عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ‏:‏ لاَ يَحِلُّ بِالْبَيْعِ دُورُ مَكَّةَ وَلاَ كِرَاؤُهَا‏.‏

9215- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ اسْتَأذَنَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَتَّخِذَ كَنِيفًا بِمِنًى فَلَمْ يَأَذَنْ لَهَا‏.‏

باب الْمَقَامِ وَذِكْرِ مَا فِيهِ مَكْتُوبٌ

9216- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَكْتُوبٌ فِي الْمَقَامِ‏:‏ بَيْتُ اللهِ الْحَرَامُ بِمَكَّةَ، مَنَازِلُ أَهْلِهِ فِي الْمَاءِ وَاللَّحْمِ، تَكَفَّلَ اللَّهُ بِرِزْقِ أَهْلِهِ، يَأْتِيهِ مِنْ ثَلاَثَةِ سُبُلٍ‏:‏ أَعْلَى الْوَادِي، وَأَسْفَلِهِ، وَالثَّنْيَةِ، لاَ يُحِلُّهُ أَوَّلُ مَنْ أَهَلَّهُ‏.‏

9217- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُوسًا يُخْبِرُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ مَكْتُوبٌ فِي الْمَقَامِ‏:‏ بَيْتُ اللهِ الْحَرَامُ مُبَارَكٌ لأَهْلِهِ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ، عَلَى اللهِ رِزْقُ أَهْلِهِ مِنْ ثَلاَثَةِ سُبُلٍ، لاَ يُحِلُّهُ أَوَّلُ مَنْ أَهَلَّهُ‏.‏

9218- عَنْ مَعْمَرٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ امْرَأَةَ إِسْمَاعِيلَ قَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ إِنَّهَا قَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ‏:‏ انْزِلْ نُطْعِمْكَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ‏:‏ وَمَا طَعَامُكُمْ‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ اللَّحْمٌ قَالَ‏:‏ فَمَا شَرَابُكُمْ‏؟‏ قَالَتِ‏:‏ الْمَاءُ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ قَالَ‏:‏ فَمَا هُمَا لاَ يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلاَّ لَمْ يُوَافِقَاهُ‏.‏

9219- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ثَلاَثَةَ صُفُوحٍ فِي كُلِّ صَفْحٍ مِنْهَا كِتَابٌ فِي الصَّفْحِ الأَوَّلِ‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، صَنَعْتُهَا يَوْمَ صَنَعْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلاَكٍ حُنَفَاءَ وَبَارَكْتُ لأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، وَمَكْتُوبٌ فِي الصَّفْحِ الثَّانِي‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ، وَفِي الصَّفْحِ الثَّالِثِ‏:‏ أَنَا اللَّهُ خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدِهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدِهِ‏.‏

باب الْحَجَرِ وَمَا فِيهِ مَكْتُوبٌ

9220- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ مُجَاهِدٌ‏:‏ مَكْتُوبٌ فِي الْحَجَرِ‏:‏ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ صَنَعْتُهَا يَوْمَ صَنَعْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، حَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلاَكٍ حُنَفَاءَ، مُبَارَكٌ لأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ، وَلاَ يُحِلُّهَا أَوَّلُ مَنْ أَهَلَّهَا، وَقَالَ‏:‏ لاَ تَزُولُ حَتَّى يَزُولَ الأَخْشَبَانِ وَالأَخْشَبَانِ‏:‏ الْجَبَلاَنِ الْعَظِيمَانِ‏.‏

9221- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ وُجِدَ فِي حَجَرٍ بِمَكَّةَ أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ، صَنَعْتُهَا يَوْمَ صَنَعْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَلاَ تَزُولُ حَتَّى يَزُولَ الأَخْشَبَانِ، بَارَكْتُ لأَهْلِهَا فِي السَّمْنِ وَالسَّمِينِ، يَأْتِيهَا رِزْقُهَا مِنْ ثَلاَثَةِ سُبُلٍ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلاَكٍ حُنَفَاءَ، أَوَّلُ مَنْ يُحِلُّهَا لأَهْلِهَا‏.‏

باب مَا يُبْلِغُ الإِلْحَادَ ‏{‏وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا‏}‏

9222- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ‏:‏ بَيْعُ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ إِلْحَادٌ‏.‏

9223- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ، يَرْفَعُهُ إِلَى فَاطِمَةَ السَّهْمِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ‏:‏ الإِلْحَادُ فِي الْحَرَمِ ظُلْمُ الْخَادِمِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ‏.‏

9224- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَسْكُنُهَا سَافِكُ دَمٍ، وَلاَ تَاجِرُ رِبًا، وَلاَ مَشَّاءٌ بِنَمِيمَةٍ‏.‏

9225- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ وَمَا ‏{‏مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا‏}‏‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَأْمَنُ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ دَخَلَهُ قَالَ‏:‏ وَإِنْ أَصَابَ فِيهِ دَمًا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، فَقُتِلَ فِيهِ قَالَ‏:‏ وَتَلاَ‏:‏ ‏{‏عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ‏}‏ فَإِنْ كَانَ قَتَلَ فِي غَيْرِهِ، ثُمَّ دَخَلَهُ أَمِنَ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ فَقَالَ لِي‏:‏ أَنْكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَعْدًا مَوْلَى عُتْبَةَ وَأَصْحَابَهِ قَالَ‏:‏ تَرَكَهُ فِي الْحِلِّ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الْحَرَمَ أَخْرَجَهُ مِنْهُ فَقَتَلَهُ‏.‏

قَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى‏:‏ فَعَبْدٌ أَبَقَ فَدَخَلَهُ، فَقَالَ‏:‏ خُذْهُ فَإِنَّكَ لاَ تَأْخُذُهُ لِتَقْتُلَهُ‏.‏

9226- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏كَانَ آمِنًا‏}‏، قَالَ‏:‏ مَنْ قَتَلَ، أَوْ سَرَقَ فِي الْحِلِّ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الْحَرَمِ، فَإِنَّهُ لاَ يُجَالَسُ، وَلاَ يُكَلَّمُ، وَلاَ يُؤْوَى، وَلَكِنَّهُ يُنَاشَدُ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيُقَامُ عَلَيْهِ مَا أَصَابَ، فَإِنْ قَتَلَ، أَوْ سَرَقَ فِي الْحِلِّ فَأُدْخِلَ الْحَرَمَ فَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا عَلَيْهِ مَا أَصَابَ، أَخْرَجُوهُ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ، فَأُقِيمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ سَرَقَ أُقِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحَرَمِ‏.‏

9227- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ عَابَ ابْنُ عَبَّاسٍ ابْنَ الزُّبَيْرِ؛ فِي رَجُلٍ أَخَذَ فِي الْحِلِّ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْحَرَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى الْحِلِّ فَقَتَلَهُ قَالَ‏:‏ أَدْخَلَهُ الْحَرَمَ ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَقُولُ‏:‏ أَدْخَلَهُ بِأَمَانٍ وَكَانَ الرَّجُلُ اتَّهَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي بَعْضِ الأَمْرِ، وَأَعَانَ عَلَيْهِ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَتْلاً قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَمْكُثُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْدَهُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى هَلَكَ‏.‏

9228- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي حُسَيْنٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ لَوْ وَجَدْتُ فِيهِ قَاتِلَ الْخَطَّابِ مَا مَسَسْتُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ‏.‏

9229- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ‏:‏ قَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ لَوْ وَجَدْتُ فِيهِ قَاتِلَ عُمَرَ مَا نَدَهْتُهُ‏.‏

9230- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنَا أَنَّ تُبَّعًا سَارَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يُرِيدُ هَدْمَهَا، وَسَارَ مَعَهُ أَحْبَارُ الْيَهُودِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِمَرٍّ، أَوْ بِسَرِفٍ وَإِنَّ رِجَالاً مِنَ الْعُلَمَاءِ لَيَقُولُونَ‏:‏ بَلَغَ التَّنْعِيمَ أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ فَدَعَا الأَحْبَارَ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا‏:‏ أَحَدَّثْتَ نَفْسَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ بِشَيْءٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، حَدَّثْتُ نَفْسِي بِهَدْمِهِ قَالُوا‏:‏ فَلِذَلِكَ كَانَتْ هَذِهِ الظُّلْمَةُ، فَعَاهَدَ اللَّهَ تُبَّعٌ لَئِنْ تُكْشَفَنَّ عَنْهُ تِلْكَ الظُّلْمَةُ لَيُعَظِّمَنَّ الْكَعْبَةَ وَلَيَكْسُوَنَّهَا فَكَشَفَ اللَّهُ تِلْكَ الظُّلْمَةُ فَسَارَ تُبَّعٌ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَنْصَابَ الْحَرَمِ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، ثُمَّ خَلَعَ نَعْلَيْهِ تَعْظِيمًا لِلْحَرَمِ وَتَوْبَةً مِمَّا أَرَادَ قَالَ‏:‏ حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ رَاجِلاً حَافِيًّا فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَكَسَا الْكَعْبَةَ الْوَصَائِلَ فَسُتِرَتْ بِهَا، ثُمَّ أَنْزَلَ ثَقَلَهُ وَمَطْبَخَهُ فِي شِعْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيمٍ، فَسُمِّيَ الْمُطَابِخَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ هَذَا، وَأَنْزَلَ سِلاَحَهُ فِي شِعْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَسُمِّيَ بَقُعَيْقِعَانِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ، وَأَنْزَلَ خَيْلَهُ فِي شِعْبِ بَنِي مَخْزُومٍ، فَسُمِّيَ ذَلِكَ الشِّعْبَانِ أَجْيَادَ الأَصْغَرَ وَأَجْيَادَ الأَكْبَرَ إِلَى يَوْمِ النَّاسِ هَذَا وَذَكَرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَشَارَ عَلَيْهِ بِهَدْمِ الْكَعْبَةِ رَجُلاَنِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَلَمَّا كَشَفَ اللَّهُ تِلْكَ الظُّلْمَةَ أَمَرَ تُبَّعٌ بِهِمَا فَأُخْرِجَا مِنَ الْحَرَمِ وَصُلِبَا‏.‏

وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا أَنَّ أَوَّلَ مَنْ كَسَى الْكَعْبَةَ إِسْمَاعِيلُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ‏.‏

وَسَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِمْ نَحْوَهُ‏.‏

باب الْقَوْلِ فِي السَّفَرِ

9231- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَمِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ‏.‏

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ لِمَعْمَرٍ‏:‏ مَا الْحَوْرُ بَعْدَ الْكَوْرِ يَا أَبَا عُرْوَةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ تَكُونُ كَسْبًا، يَقُولُ‏:‏ كَانَ رَجُلاً صَالِحًا ثُمَّ رَجَعَ عَلَى عَقِبِهِ‏.‏

9232- أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ‏:‏ أَنَّ عَلِيًّا الأَزْدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا‏}‏، حَتَّى ‏{‏إِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ‏}‏، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَأَمْرِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَ هُنَّ، وَزَادَ فِيهِ‏:‏ آئِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ‏.‏

9233- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا خَرَجُوا مُسَافِرِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا تُبَلِّغْ مَغْفِرَتَكَ عَنَّا وَرِضْوَانًا، بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْكِبَرِ وَالأَهْلِ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ وَاطْوِ لَنَا الأَرْضَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ‏.‏

9234- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَلَمْ أَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى هَوْلِ الدُّنْيَا، وَبَوَائِقِ الدَّهْرِ، وَمَصَائِبِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنِي فِي سَفَرِي، وَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي، وَلَكَ فَدَلِّلْنِي وَذَلِكَ عَلَى خُلُقٍ صَالِحٍ فَقَوِّمْنِي، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ فَحَبِّبْنِي، وَإِلَى النَّاسِ فَلاَ تَكِلْنِي، رَبٌّ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ فَأَنْتَ رَبٌّ، أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشَرَقَتْ لَهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَكَشَفْتَ بِهِ الظُّلُمَاتِ، وَأَصْلَحْتَ بِهِ أَمْرَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، أَنْ تُحْلِلَ عَلَيَّ سَخَطِكَ، أَوْ تُنْزِلَ عَلَيَّ غَضَبَكَ، لَكَ الْعُتْبَى عِنْدِي مَا اسْتَطَعْتُ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ‏.‏

9235- عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كَاَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ فَمَرَّ بِفَدْفَدٍ، أَوْ نَشَزٍ مِنَ الأَرْضِ، كَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ قَالَ‏:‏ آئِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ‏.‏

9236- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَكَانَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ رَفَعَ صَوْتَهُ يَقُولُ‏:‏ سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا فَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا بِكَ مِنَ النَّارِ‏.‏

9237- عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا كَانَ عَشِيَّةَ الصُّبْحِ وَهُوَ مُسَافِرٌ قَالَ‏:‏ قُلْتُ مَرَّاتٍ‏:‏ سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَنِعْمَتِهِ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ صَاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا باللهِ مِنْ جَهَنَّمَ‏.‏

9238- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا فِي حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ فَمَرَّ بِفَدْفَدٍ، أَوْ نَشَزٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ‏.‏

9239- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلَى كُلِّ سِنَامِ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا أُمِرْتُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ وَاللَّهُ يَحْمِلُ عَلَيْهَا‏.‏

9240- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ‏:‏ آئِبُونَ، تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ‏.‏

9241- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ‏:‏ آئِبُونَ، تَائِبُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَابِدُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ‏.‏

9242- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ‏:‏ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا أَقْبَلُوا مِنْ حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ‏:‏ آئِبُونَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ‏.‏

9243- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ‏.‏

9244- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، فَرَفَعَ النَّاسُ أَصْوَاتَهُمْ، أَخَذَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ وَيُهَلِّلُونَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَرْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، إِنَّهُ مَعَكُمْ‏.‏

9245- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُيُوشُهُ إِذَا عَلَوُا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا، وُضِعَتِ الصَّلاَةُ عَلَى ذَلِكَ‏.‏

9246- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعَاصِمٍ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ‏:‏ كَانَ النَّاسُ يُكَبِّرُونَ إِذَا عَلَوُا الثَّنَايَا وَإِذَا هَبَطُوا فَكَانُوا يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ رَفْعًا شَدِيدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا وَلَكِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِالسُّكُونِ‏.‏

باب ذِكْرِ الْغِيلاَنِ وَالسَّيْرِ بِاللَّيْلِ

9247- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا أَخْصَبْتُمْ فَأَمْكِنُوا الدَّوَابِّ أَسْنِمَتَهَا، وَلاَ تَعْدُوا الْمَنَازِلَ، وَإِذَا أَجْدَبْتُمْ فَسِيرُوا، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَلاَ تَنْزِلُوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَإِيَّاكُمْ وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا فَإِنَّهَا مِنَ الْمَلاَعِنِ، وَإِذَا تَغَوَّلَتِ الْغِيلاَنُ لَكُمْ فَأَذِّنُوا‏.‏

9248- عَنِ الأَسْلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ‏:‏ ذُكِرَتِ الْغِيلاَنُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ‏:‏ ذَلِكَ قَرْنٌ قَدْ هَلَكَ‏.‏

9249- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ، الْغِيلاَنُ فَقَالَ‏:‏ إِنَّهُ لاَ يَتَحَوَّلُ شَيْءٌ عَنْ خَلْقِهِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ، وَلَكِنْ فِيهِمْ سَحَرَةٌ مِنْ سَحَرَتِكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأَذِّنُوا‏.‏

9250- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعُدَيْسِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ فَرِّقُوا عَنِ الْمَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَلاَ تَلْبَثُوا بِدَارِ مَعْجَزَةٍ، وَأَصْلِحُوا شَاوِيَكُمْ مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ‏.‏

9251- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَاهُ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لاَ يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَانْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا، وَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنَقْيِهَا، وَعَلَيْكُمْ بِسَيْرِ اللَّيْلِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لاَ تُطْوَى بِالنَّهَارِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى الطَّرِيقِ، فَإِنَّهُ طَرِيقُ الدَّوَابِّ وَمَأْوَى الْحَيَّاتِ‏.‏

9252- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ حُدِّثْتُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلاَنُ فَأَذِّنُوا‏.‏

باب‏:‏ الْحِمْلاَنُ عَلَى الضَّعِيفِ، وَالسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ

9253- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ جَمَلاً فَلْيَشْتَرِهِ طَوِيلاً عَظِيمًا، فَإِنْ أَخْطَأَهُ خَيْرُهُ لَمْ يُخْطِئْهُ سُوقُهُ، وَلاَ تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْقَبَاطِيَّ، فَإِنَّهُ إنْ لاَ يَشِفَّ يَصِفُ، وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ، فَإِنَّهُ لاَ يَبْدُو مِنْهُ مُسْلِمٌ‏.‏

9254- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ‏:‏ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ حِمْلاَنَ اللهِ الضَّعِيفَ مَا غَالَوْا فِي الظَّهْرِ‏.‏

9255- عَنِ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّمَا السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حَاجَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ فَلْيُعَجِّلِ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ‏.‏

باب مَنْ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ فِي السَّفَرِ، وَصَلاَةِ رَكْعَتَيْنِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، أَوْ رَجَعَ

9256- عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ‏:‏ اجْتَمَعَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ لأَبِي سَلَمَةَ‏:‏ حَدِّثْ فَإِنَّا سَنَتْبَعُكَ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا كَانَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْرَؤُهُمْ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَهُمْ، فَإِذَا أَمَّهُمْ فَهُوَ أَمِيرُهُمْ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ‏:‏ فَذَاكُمْ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

9257- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ‏:‏ إِذَا خَرَجْتَ مُسَافِرًا فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِكَ، وَإِذَا جِئْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِكَ‏.‏

9258- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ‏.‏

9259- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ يُسَيْرٍ الْعِجْلِيِّ‏:‏ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَصَلَّى عَلَى بِسَاطٍ فِي بَيْتِهِ رَكْعَتَيْنِ‏.‏

باب مَا يَقُولُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاً

9260- عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ‏:‏ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ‏.‏

9261- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَأَمَّا مَالِكٌ، فَذَكَرَهُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ خَوْلَةَ ابْنَةِ حَكِيمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ‏.‏

9262- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ‏}‏ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، لَمْ يُصِبْهُ سَرَقٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبِي، إِذَا نَزَلَ مَنْزِلاً يَقُولُ وَهُوَ عَلَى رَحْلِهِ‏:‏

نَزَلْنَا خَيْرَ مَنْزِلٍ وَخَيْرُهُ لِنَازِلٍ ***

بِحَمْدِ ذِي الْقَوَافِلِ ***

أَبَرَّهُ وَاتَّقَاهُ أَشْبَعَهُ وَأَرْوَاهُ فَلاَ يَزَالُ يَقُولُهَا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَلِّهِ‏.‏

9263- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ‏:‏ كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لَمْ نَزَلْ نُسَبِّحُ حَتَّى تُحَلَّ الرِّحَالُ‏.‏

9264- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلَى كُلِّ سِنَامِ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّه كَمَا أُمِرْتُمْ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَاللَّهُ يَحْمِلُ عَلَيْهَا‏.‏

9265- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ طَاوُوسًا يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ‏.‏

باب صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ فِي السَّفَرِ، وَكَيْفَ تَسْلِيمُ الْحَاجِّ

9266- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا كَانُوا فِي السَّفَرِ، فَكَانُوا لاَ يُصَلُّونَ جَمَاعَةً، وَلاَ يَسْتَنْزِلُونَ فِي الْمَنْزِلِ، فَطُمِسَتْ أَبْصَارُهُمْ فَبَدَا لَهُمُ الْخَضِرُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ بِشَأْنِهِمْ، فَدَعَا لَهُمْ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبْصَارَهُمْ‏.‏

9267- أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَمَّنْ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِلْحَاجِّ إِذَا قَدِمَ‏:‏ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ، أَوْ عَظَّمَ أَجْرَكَ، وَتَقَبَّلَ نُسُكَكَ، وَأَخْلَفَ لَكَ نَفَقَتَكَ‏.‏

9268- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ‏:‏ إِذَا كُنْتُمْ فِي سَفَرٍ ثَلاَثَةً فَأَمِّرُوا أَحَدَكُمْ، وَإِذَا مَرَرْتُمْ بِرَاعٍ، فَنَادُوا ثَلاَثًا فَإِنْ أَجَابَكُمْ أَحَدٌ، وَإِلاَّ فَانْزِلُوا فَحُلُّوا وَاحْلِبُوا وَاشْرَبُوا ثُمَّ صُرُّوا‏.‏

9269- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتُرْزَقُوا‏.‏

9270- عَنْ مَعْمَرٍ، أَظُنُّهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، ابْنُ الأَعْرَابِيِّ شَكَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ‏.‏

كِتَابُ الْجِهَادِ

باب وُجُوبِ الْغَزْوِ

9271- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ أَوَاجِبٌ الْغَزْوُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ‏؟‏ فَقَالَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ‏:‏ مَا عَلِمْنَا‏.‏

9272- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ‏:‏ أَنَّ الْغَزْوَ أوَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ‏؟‏ فَسَكَتَ فَقَدْ عَلِمَ لَوْ أَنْكَرَ مَا قُلْتُ لَبَيَّنَ لِي، فَقُلْتُ لاَبْنِ الْمُسَيَّبِ‏:‏ تَجَهَّزْتُ لاَ يَنْهَزُنِي إِلاَّ ذَلِكَ حَتَّى رَابَطْتُ قَالَ‏:‏ قَدْ أَجْزَأَتْ عَنْكَ‏.‏

9273- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ، لاَ أُطِيقُ لِقَاءَ الْعَدُوِّ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لاَ قِتَالَ فِيهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ‏.‏

9274- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ قَالَ‏:‏ أُنْبِئْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ‏.‏

9275- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مَكْحُولاً يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ غَازٍ، أَوْ يُجَهِّزُونَ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفُونَهُ فِي أَهْلِهِ، إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ‏.‏

9276- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ حُرَيْثٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ‏:‏ كَذَبَ، عَلَيْكُمْ ثَلاَثَةُ أَسْفَارٍ، كَذَبَ، عَلَيْكُمُ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْ يَبْتَغِيَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ مَالِهِ، وَالْمُسْتَنْفِقُ وَالْمُتَصَدِّقُ، َيَقُولُ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْجِهَادِ‏.‏

9277- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، وَغَيْرِهِ قَالَ‏:‏ كَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ يَقُولُ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالْحَجِّ وَالْجِهَادِ‏.‏

9278- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْغِشَّ وَالْهَمَّ‏.‏

9279- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْحَوَارِيُّ بْنُ زِيَادٍ قَالَ‏:‏ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ‏:‏ أَلاَ تُجَاهِدُ‏؟‏ فَسَكَتَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ‏:‏ إِنَّ الإِسْلاَمَ بُنِيَ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ، إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَإِنَّ الْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ مِنَ الْعَمَلِ الْحَسَنِ‏.‏

9280- عَنْ مَعْمَرٍ، وَالثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ‏:‏ بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَسْهُمٍ شَهَادَةِ‏:‏ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ، وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ‏.‏

9281- عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَكْحُولٍ؛ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ يَحْلِفُ عَشَرَةَ أَيْمَانٍ أَنَّ الْغَزْوَ لَوَاجِبٌ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ إِنْ شِئْتُمْ زِدْتُكُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ‏:‏ وَسَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ مَكْحُولٍ‏.‏

9282- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ فَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةَ فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَادَيْنِ‏.‏

9283- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ قَالَ‏:‏ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيٌّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى جِهَادٍ لاَ شَوْكَةَ فِيهِ‏؟‏ الْحَجُّ‏.‏

باب الرَّجُلِ يَغْزُو وَأَبُوهُ كَارِهٌ لَهُ

9284- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ فَقَالَ‏:‏ أَحَيٌّ وَالِدَاكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَفِيهِمَا جِهَادٌ‏.‏

9285- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي جِئْتُ لأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ قَالَ‏:‏ فَارْجِعْ إِلَيَهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا‏.‏

9286- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ لَكَ مِنْ حَوْبَةٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ فَاجْلِسْ عِنْدَهَا‏.‏

9287- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ‏:‏ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَعِنْدَهُ شَابٌّ كَانَ يَأْخُذُ بِيَدِهِ إِذَا قَامَ فَسَأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَهُ فِي السَّرِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ هَلْ تَرَكْتَ فِي أَهْلِكَ مِنْ كَهْلٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، إِلاَّ صِبْيَةً صِغَارًا قَالَ‏:‏ فَارْجِعْ إِلَيَهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمْ مُجَاهَدًا حَسَنًا‏.‏

9288- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي الْوَالِدَيْنِ إِذَا أَذِنَا فِي الْغَزْوِ قَالَ‏:‏ إِنْ كُنْتَ تَرَى هَوَاهُمَا فِي الْجُلُوسِ فَاجْلِسْ وَسُئِلَ مَا بِرُّ الْوَالِدَيْنِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَبْذُلَ لَهُمَا مَا مَلَكْتَ، وَأَنْ تُطِيعَهُمَا فِي مَا أَمَرَاكَ بِهِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ مَعْصِيَةً‏.‏

9289- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَيْرٍ‏:‏ هَلْ يَغْزُو الرَّجُلُ وَأَبَوَاهُ كَارِهَانِ ذَلِكَ، أَوْ أَحَدُهُمَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏

9290- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ قَالَ‏:‏ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا، ثُمَّ الثَّانِيَةُ، ثُمَّ الثَّالِثَةُ كَذَلِكَ‏.‏

9291- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُقَاتِلُوا مِنْ نَاحِيَةٍ مِنْ جَبَلٍ، فَانْصَرَفَ الرِّجَالُ عَنْهُمْ، وَبَقِيَ رَجُلٌ فَقَاتَلَهُمْ، فَرَمَوْهُ فَقَتَلُوهُ، فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ أَبَعْدَ مَا نَهَيْنَا عَنِ الْقِتَالِ‏؟‏ فَقَالُوا‏:‏ نَعَمْ، فَتَرَكَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ‏.‏

9292- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَجُلاً حِينَ هَزَمَنَا الْجَمَاجِمُ فَذَكَرْنَاهُ لأَصْحَابِنَا فَقَالُوا‏:‏ هَذَا الْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ‏:‏ ذُكِرَ لِعُمَرَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ الصَّفِّ فَقُتِلَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ لأَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي خَيْرٌ لِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ أَمَامَ صَفٍّ يَعْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الصَّفِّ إِلَى جَمَاعَةِ الْعَدُوِّ يُقَاتِلُ‏.‏

9293- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّفِّ‏:‏ أَلاَ أَحْمِلُ عَلَيْهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَتَحْمِلُ لِتَقْتُلَهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ اجْلِسْ حَتَّى يَحْمِلَ أَصْحَابُكَ‏.‏

9294- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ‏:‏ أَشَدُّ حَدِيثٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ قَوْلُهُ فِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَوْلُهُ فِي أَمْرِ الْقَبْرِ، لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكٍ قَالَ‏:‏ لاَ يَخْرُجُ مَعَنَا إِلاَّ رَجُلٌ مُقْوٍ قَالَ‏:‏ فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ لَهُ صَعْبٍ، فَصَرَعَهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ‏:‏ الشَّهِيدُ، الشَّهِيدُ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَلاً أَنْ يُنَادِي فِي النَّاسِ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاصٍ‏.‏

9295- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ‏:‏ مَنْ رَأَى الْمُشْرِكِينَ أَنْ أَكْثَبُوكُمْ فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ، وَلاَ تَسُلُّوا السُّيُوفَ حَتَّى يَغْشَوْكُمْ يَعْنِي غَشَوْكُمْ‏.‏

9296- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْعَدُوَّ‏:‏ وَلاَ يُقَاتِلُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَعَمَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَرَمَى الْعَدُوَّ وَقَاتَلَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْتُشْهِدَ فُلاَنٌ فَقَالَ‏:‏ أَبَعَدَ مَا نَهَيْتُ عَنِ الْقِتَالِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاصٍ‏.‏

باب الطَّعَامِ يُؤْخَذُ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ

9297- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ لاَ يُؤْخَذُ الطَّعَامُ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ إِلاَّ بِإِذْنِ الإِمَامِ قَالَ الزُّهْرِيُّ‏:‏ فَإِنْ أَذِنَ لَهُ الإِمَامُ فَأَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا فَبَاعَهُ بِذَهَبٍ، أَوْ وَرِقٍ فَفِيهِ الْخُمْسُ‏.‏

9298- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي أَخْذِ الطَّعَامِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ‏:‏ كَانُوا يُرَخِّصُونَ لَهُمْ فِي الطَّعَامِ وَالْعَلَفِ مَا لَمْ يَعْقِدُوا بِهِ مَالاً‏.‏

9299- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الدُّرَيْكِ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ‏:‏ إِنَّ هَؤُلاَءِ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَزِلُّونِي عَنْ دِينِي، وَلاَ وَاللهِ لأَمُوتَنَّ وَأَنَا عَلَى دِينِي، مَا بِيعَ مِنْهُ بِذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ مِنْ طَعَامٍ، أَوْ غَيْرِهِ فَفِيهِ خُمْسُ اللهِ وَسِهَامُ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

9300- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ سَلْمَانَ أُتِي بِسَلَّةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَجُبْنٌ، يَعْنِي وَمَالٌ قَالَ‏:‏ فَرَفَعَ الْمَالَ، وَأَكَلَ الْخُبْزَ وَالْجُبْنَ‏.‏

9301- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِيسَى، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ سَلْمَانَ، مِثْلَهُ‏.‏

9302- عَنْ سُفْيَانَ قَالَ‏:‏ كَانَ يُقَالُ‏:‏ إِذَا كَانُوا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ، أَكَلُوا فَإِذَا قَدِمُوا بِهِ أَرْضَ الْمُسْلِمِينَ دَفَعُوهُ إِلَى الإِمَامِ، وَلاَ يَبِيعُوهُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ، فَإِنْ بَاعُوهُ بِذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ فَفِيهِ الْخُمْسُ‏.‏

9303- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى‏:‏ رَجُلٌ حَمَلَ إِلَى أَهْلِهِ طَعَامًا قَالَ‏:‏ لاَ بَأْسَ بِذَلِكَ‏.‏

9304- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ‏:‏ لَمْ يُخَمَّسِ الطَّعَامُ يَوْمَ خَيْبَرٍ‏.‏

9305- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِلحَسَنِ‏:‏ مَا كُنْتُمْ تُصِيبُونَ فِي الطَّرِيقِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ التِّبْنُ وَالْحَطَبُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ الرَّجُلُ يَمُرُّ بِالثِّمَارِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَأْكُلُ وَلاَ يَحْمِلُ‏.‏

9306- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ‏:‏ لاَ يَبْقَى الطَّعَامُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يُسْتَأَذَنُ فِيهِ الأَمِيرُ، يَأْخُذُهُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ، إِلاَّ أَنْ يَنْهَى الأَمِيرُ عَنْهُ، فَيُتْرَكُ بِنَهْيِهِ، فَإِنْ بَاعَ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا بِوَرِقٍ، أَوْ ذَهَبٍ فَلاَ يَحِلُّ لَهُ، هُوَ حِينَئِذٍ مِنَ الْغَنَائِمِ قَالَ‏:‏ هَذِهِ السُّنَّةُ وَالْحَقُّ عِنْدَنَا‏.‏

9307- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ؛ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ الْمُسَيَّبِ، وَالقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَمَّا يَجِدُ السَّرِيَّةُ فِي مَطَامِيرِ الرُّومِ قَالَ‏:‏ أَمَّا الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ وَالثِّيَابُ وَالطَّعَامُ، فَيُطْرَحُ فِي الْمَغَانِمِ، أَمَّا مَا كَانَ مِنْ طَعَامٍ وَإِنْ كَثُرَ، زَيْتٍ، أَوْ سَمْنٍ، أَوْ عَسَلٍ، فَهُوَ لِتِلْكَ السَّرِيَّةِ، دُونَ الْجَيْشِ يَأْكُلُونَ وَيُهْدُونَ، وَلاَ يَبِيعُونَ‏.‏

9308- عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ كَهْمَسٍ، أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ‏:‏ أَيَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى الْعَدُوِّ، أَوْ يَكُونُ فِي الصَّفِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ يَكُونُ فِي الصَّفِّ فَإِذَا نَهَضُوا فَانْهَضْ مَعَهُمْ قَالَ‏:‏ وَقَالَ الْحَسَنُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ‏:‏ كُنْ فِي الصَّفِّ، فَإِذَا حَمَلَ الْمُسْلِمُونَ فَاحْمِلْ مَعَهُمْ‏.‏

9309- أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، وَأَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا يُصِيبُ السَّرِيَّةَ مِنْ أَطْعِمَةِ الرُّومِ قَالَ لَهُمْ‏:‏ يَأْكُلُونَ وَيَرْجِعُونَ بِهِ إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَإِنْ بَاعُوا مِنْهُ شَيْئًا فَفِيهِ الْخُمْسُ، وَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ‏.‏

باب هِبَةِ الإِمَامِ

9310- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ‏:‏ أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلاً فِي غَزْوَةِ خَيْبَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْغَنَائِمُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَعْطِنِي هَذِهِ لِكُبَّةِ غَزْلٍ، أَشُدُّ بِهَا عَظْمَ رِجْلِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَمَّا نَصِيبِي مِنْهَا فَهُوَ لَكَ‏.‏

9311- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ‏:‏ لاَ يَهَبُ الأَمِيرُ مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ صَاحِبِهِ، إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَ لِدَلِيلٍ، أَوْ رَاعٍ‏.‏

9312- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ‏:‏ أَنَّ أَنَسًا كَانَ مَعَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَأَصَابُوا سَبْيًا، فَأَرَادَ أَنْ يُعْطِيهِ مِنَ السَّبْيِ قَبْلَ أَنْ تُقَسَّمَ، فَقَالَ أَنَسٌ‏:‏ لاَ، وَلَكِنِ اقْسِمْ وَأَعْطِنِي مِنَ الْخُمْسِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ‏:‏ لاَ، إِلاَّ مِنْ جَمِيعِ الْغَنَائِمِ، فَأَبَى أَنَسٌ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ، وَأَبَى عُبَيْدُ اللهِ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الْخُمْسِ شَيْئًا‏.‏

باب السِّهَامِ لِلْخَيْلِ

9313- عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنِ ابْنِ الأَقْمَرِ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الأَقْمَرِ قَالَ‏:‏ أَغَارَتِ الْخَيْلُ بِالشَّامِ فَأَدْرَكَتِ الْعِرَابُ مِنْ يَوْمِهَا، وَأَدْرَكَتِ الْكَوادِنُ مِنْ ضُحَى الْغَدِ، فَقَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ أَبِي حَمْصَةَ الْهَمْدَانِيُّ وَهُوَ عَلَى النَّاسِ‏:‏ لاَ أَجْعَلُ سَهْمَ مَنْ أَدْرَكَ كَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ عُمَرُ‏:‏ هَبَلَتِ الْوَادِعِيَّ أُمُّهُ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِهِ أُمْضُوهَا عَلَى مَا قَالَ‏.‏

9314- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولاً يَقُولُ‏:‏ لاَ سَهْمَ إِلاَّ لِفَرَسَيْنِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ مِئَةُ فَرَسٍ‏.‏

9315- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ لاَ سَهْمَ إِلاَّ لِفَرَسَيْنِ، إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ أَفْرَاسٌ فَيَكُونُ لِفَرَسَيْنِ أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ، وَسِهَامُ الْخَيْلِ وَالْبَرَاذِينَ سَوَاءٌ‏.‏

9316- عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولاً يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ سَهْمَ مِنَ الْخَيْلِ إِلاَّ لِفَرَسَيْنِ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَلْفُ فَرَسٍ إِذَا دَخَلَ بِهَا أَرْضَ الْعَدُوِّ قَالَ‏:‏ قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ‏.‏

9317- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ‏:‏ أُسْهِمَ لَهُ فِي إِمَارَةِ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ لِفَرَسَيْنِ لَهُمَا أَرْبَعِةُ أَسْهُمٍ وَلَهُ سَهْمٌ‏.‏

9318- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ‏:‏ أَنَّ الْخَيْلَ وَالْبَرَاذِينَ سَوَاءٌ أَحْسَبُهُ رَفَعَهُ‏.‏

9319- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَحْسَبُهُ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ‏:‏ جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَرَسِ الْعَرَبِيِّ سَهْمَيْنِ، وَلِفَارِسِهِ سَهْمًا يَوْمَ خَيْبَرٍ قَالَ يَزِيدُ‏:‏ فَحَدَّثْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ هِشَامٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقِبِلَهُ‏.‏

9320- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا‏.‏

9321- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ‏:‏ إِنْ أَدَرَبَ الرَّجُلُ بِأَفْرَاسٍ كَانَ لِكُلِّ فَرَسٍ سَهْمَانِ قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا الْعَدُوَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

أَدَرَبَ‏:‏ يَعْنِي دَخَلَ بِهَا أَرْضَ الْعَدُوِّ‏.‏

9322- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّهُ جَعَلَ لِلْفَرَسِ الْمُقْرِفِ سَهْمًا وَلِلرَّجَّالَةِ سَهْمًا‏.‏

9323- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ‏:‏ قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ فَرَسًا يَوْمَ النَّضِيرِ لِكُلِّ فَرَسٍ سَهْمَيْنِ، وَقَسَمَ يَوْمَ خَيْبَرٍ لِمِئَتَيْ فَرَسٍ، لِكُلِّ فَرَسٍ سَهْمَيْنِ قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ قَاتَلَ‏.‏

9324- عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ‏:‏ أَنَّ الزُّبَيْرَ حَضَرَ خَيْبَرَ بِفَرَسَيْنِ فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةَ أَسْهُمٍ‏.‏

9325- عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ‏:‏ كَتَبَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْخَيْلِ الْعِرَابِ مَوْتٌ وَشِدَّةٌ، ثُمَّ كَانَتْ بَعْدَهَا أَشْيَاءٌ لَيْسَتْ تَبْلُغُ مَبَالِغَ الْعِرَابِ بَرَاذِينُ وَأَشْبَاهُهَا، فَأُحِبُّ أَنْ تَرَى فِيهَا رَأْيَكَ‏.‏ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ‏:‏ أَنْ يُسْهِمَ لِلْفَرَسِ الْعَرَبِيِّ سَهْمَانِ، وَلِلْمُقْرِفِ سَهْمٌ، وَلِلْبَغْلِ سَهْمٌ‏.‏

باب سَهْمِ الْمَوْلُودِ

9326- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ يَزِيدَ قَالَ‏:‏ يُعْمَلُ بِهِ فِينَا وَيَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِذَا وُلِدَ لِلرَّجُلِ وَلَدٌ بَعْدَ مَا يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَرْضِ الصُّلْحِ، فَإِنَّ لِذَلِكَ الْمَوْلُودِ سَهْمًا قَالَ‏:‏ وَسَمَّوُا الرَّجُلَ الَّذِي قَضَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَلَدِهِ‏.‏

باب سَهْمِ الرَّجُلِ يَمُوتُ بَعْدَ مَا يُدْرِكُ أَرْضَ الْعَدُوِّ

9327- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ‏:‏ يُعْمَلُ بِهِ فِينَا وَيَرْفَعُونَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ بَعْدَ مَا يَدْخُلُ أَرْضَ الْعَدُوِّ، وَيَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَرْضِ الصُّلْحِ فَإِنَّ سَهْمَهُ لأَهْلِهِ‏.‏

باب سُهْمَانِ أَهْلِ الْعَهْدِ

9328- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ‏:‏ كَانَ يَهُودٌ يَغْزُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسْهِمُ لَهُمْ كَسِهَامِ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

9329- عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، مِثْلَهُ‏.‏

9330- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ يَغْزُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ مَا لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ‏؟‏ قَالَ لَهُمْ‏:‏ مَا صَالَحُوا عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ لَهُمْ‏.‏

باب النَّفْلِ

9331- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ مَكْحُولاً حَدَّثَهُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَفِّلُ الثُّلُثَ‏.‏

9332- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ‏:‏ أَنَّ حَبِيبَ بْنِ مَسْلَمَةَ وَكَانَ مَرِيضًا كَانَ يُنَفِّلُ السَّرَايَا حِينَ يَبْدَأُ الثُّلُثَ بَعَدَ الْخُمْسِ‏.‏

9333- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ بِالثُّلُثِ بَعْدَ الْخُمْسِ‏.‏

9334- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنَفِّلُ فِي مَبْدَئِهُ الرُّبْعُ، وَإِذَا قَفَلَ الثُّلُثُ‏.‏

9335- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا، ثُمَّ نَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا‏.‏

9336- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَأَصَبْنَا إِبِلاً كَثِيرًا، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا، ثُمَّ نَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا لِكُلِّ إِنْسَانٍ‏.‏

9337- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ‏:‏ كَانَ النَّاسُ يُنَفَّلُونَ بِأَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ، حَتَّى إِذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَتَبَ أَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ فَلَمْ يَزَلْ يُعْمَلُ بِهِ بَعْدُ‏.‏

باب الْعَسْكَرِ يَرُدُّ عَلَى السَّرَايَا، وَالسَّرَايَا تَرُدُّ عَلَى الْعَسْكَرِ

9338- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ‏:‏ إِذَا خَرَجَتِ السَّرِيَّةُ بِإِذْنِ الأَمِيرِ فَمَا أَصَابُوا مِنْ شَيْءٍ خَمَّسَهُ الإِمَامُ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِتِلْكَ السَّرِيَّةِ، وَإِذَا خَرَجُوا بِغَيْرِ إِذْنِهِ خَمَّسَهُ الإِمَامُ، وَكَانَ مَا بَقِيَ بَيْنَ الْجَيْشِ كُلِّهِمِ‏.‏

9339- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ الإِمَامُ يَبْعَثُ السَّرِيَّةَ فَيُصِيبُوا الْمَغْنَمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ شَاءَ الإِمَامُ خَمَّسَهُ، وَإِنْ شَاءَ نَفَّلَهُمْ كُلَّهُ‏.‏

9340- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ‏:‏ الْعَسْكَرُ يَرُدُّ عَلَى السَّرَايَا، وَالسَّرَايَا تَرُدُّ عَلَى الْعَسْكَرِ‏.‏

باب لاَ نَفْلَ إِلاَّ مِنَ الْخُمْسِ، وَلاَ نَفْلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

9341- عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ لاَ نَفْلَ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ فِي خُمْسِ الْخُمْسِ‏.‏

9342- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ‏:‏ مَا كَانُوا يُنَفَّلُونَ إِلاَّ مِنَ الْخُمْسِ‏.‏

9343- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّ أَمِيرًا مِنَ الأُمَرَاءِ أَرَادَ أَنْ يُنَفِّلَهُ قَبْلَ أَنْ يُخَمِّسُهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ حَتَّى يُخَمِّسَهُ‏.‏

9344- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُنَفِّلُ إِلاَّ مِنَ الْخُمْسِ‏.‏

9345- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى‏:‏ لاَ نَفْلَ حَتَّى يُقَسَّمَ الْخُمْسُ، وَلاَ نَفْلَ حَتَّى يُقَسَّمَ أَوَّلُ الْمَغْنَمِ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ‏.‏

9346- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ‏:‏ لاَ نَفْلَ إِلاَّ فِي عَيْنٍ مَعْلُومٍ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ‏.‏

9347- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى قَالَ‏:‏ لاَ نَفْلَ فِي أَوَّلِ شَيْءٍ يُصَابُ مِنَ الْمَغَانِمِ قَالَ‏:‏ مَعْلُومُ ذَلِكَ، يُعْمَلُ بِهِ فِيمَا مَضَى حَتَّى الْيَوْمِ‏.‏

باب الْمَتَاعِ يُصِيبُهُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ يَجِدُهُ صَاحِبُهُ

9348- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ مَا أَحْرَزَهُ الْمُشْرِكُونَ، ثُمَّ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ فَهُوَ لَهُمْ مَا لَمْ يَكُنْ حُرًّا، أَوْ مُعَاهِدًا لاَ يُرَدُّ إِلَى صَاحِبِهِ‏.‏

9349- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ‏.‏

9350- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ الْمَتَاعُ يُصِيبُهُ الْعَدُوُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ يُفِيئُهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَضَتْ فِيهِ سُنَّةٌ رُدَّ إِلَيْهِ أَحَبُّ مَا لَمْ يُقْسَمْ فَإِنْ قُسِمَ فَلاَ شَيْءَ لَهُ‏.‏

9351- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ‏:‏ سَمِعْنَا أَنَّ مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ فَهُوَ لِلْمُسْلِمِينَ يَقْتَسِمُونُهُ‏.‏

9352- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ‏:‏ يَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ عُمَرَ ذَهَبَ الْعَدُوُّ بِفَرَسِهِ، فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوُّ وَجَدَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَرَسَهُ، فَرَدَّهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ‏.‏

9353- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ أَبَقَ لِي غُلاَمٌ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَرَدُّوهُ إِلَيَّ‏.‏

9354- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ‏:‏ مَا عُرِفَ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ، فَإِنَّهُ يَرُدُّهُ إِلَى أَهْلِهِ، وَمَا لَمْ يُعْرَفُ حَتَّى تَجْرِيَ فِيهِ السِّهَامُ لَمْ يَرُدُّوهُ‏.‏

9355- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي عَنْ قَتَادَةَ، وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ‏:‏ هُوَ فَيْءُ الْمُسْلِمِينَ لاَ يُرَدُّ‏.‏

9356- عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُ‏:‏ يُرَدُّ إِنْ عُرِفَ قَبْلَ الْقَسْمِ، أَوْ بَعْدِهِ‏.‏

9357- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ‏:‏ الْمُسْلِمُ يَرُدُّ عَلَى أَخِيهِ‏.‏

9358- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ‏:‏ أَنَّ الْعَدُوَّ أَصَابُوا نَاقَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْعَدُوِّ فَعَرَفَهَا صَاحِبُهَا، وَأَقَامَ عَلَيْهَا الْبَيِّنَةَ، فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ الثَّمَنَ الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ مِنَ الْعَدُوِّ، وَإِلاَّ خَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمُشْتَرِي‏.‏

9359- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ‏:‏ مَا أَصَابَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ بَعْدُ، فَإِنْ أَصَابَهُ صَاحِبُهُ قَبْلَ أَنْ تَجْرِي عَلَيْهِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَإِنْ جَرَتْ عَلَيْهِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ، فَلاَ سَبِيلَ إِلَيْهِ إِلاَّ بِالْقِيمَةِ‏.‏

9360- عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ هِشَامًا يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِلَى شُرَيْحٍ فِي أَمَةٍ سُبِيَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ اشْتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَالَ شُرَيْحٌ‏:‏ أَحَقُّ مَنْ رَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَخُوهُ قَالَ الآخَرُ‏:‏ إِنَّهَا قَدْ حَبَلَتْ مِنِّي فَقَالَ شُرَيْحٌ‏:‏ أَعْتِقْهَا، قَضَاءُ الأَمِيرِ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ‏.‏

9361- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مِثْلَهُ‏.‏

9362- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ‏:‏ أَنَّ مُكَاتِبًا أَسَرَهُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ، فَسَأَلَ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ عَنْهُ عَلِيًّا، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ قُلْ فِيهَا يَا بَكْرَ بْنَ قِرْوَاشٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ عَلِيٌّ‏:‏ أَنَا عَبْدُ اللهِ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِ افْتَكَّهُ سَيِّدُهُ فَهُوَ عَلَى بَقِيَّةِ كِتَابَتِهِ، وَإِنْ أَبَى سَيِّدُهُ أَنْ يَفُكَّهُ فَهُوَ للَّذِي اشْتَرَاهُ‏.‏

9363- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا أَصَابَ الْعَدُوُّ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ لِصَاحِبِهِ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِنِ اقْتَسَمُوهُ فَصَاحِبُهُ أَحَقُّ بِثَمَنِهِ‏.‏

9364- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ‏:‏ سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يَسْبِيهِمُ الْعَدُوُّ، ثُمَّ يُصِيبُهُمُ الْمُسْلِمُونَ قَالَ‏:‏ لاَ يُسْتَرَقُّوا‏.‏

9365- عَنِ الثَّوْرِيِّ؛ فِي رَجُلٍ يَجِدُ سِلْعَتَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ فَيَقُولُ‏:‏ اشْتَرَيْتُهَا مِنَ الْعَدُوِّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا اشْتَرَاهَا بِبَيِّنَةٍ أَخَذَهَا صَاحِبُهَا بِالثَّمَنِ، فَإِنْ أَقَامَ الْبَيِّنَةَ عَلَى الشِّرَاءِ، وَلَمْ يَعْلَمْ كَمِ الثَّمَنُ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْمُشْتَرِي‏.‏

9366- عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ فِي الْمُشْرِكِ‏:‏ إِذَا أَخَذَ شَيْئًا مِنْ مَتَاعِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ بَاعَهُ قَبْلَ أَنْ يُحْرِزَهُ إِلَى أَرْضِ الشِّرْكِ فَبَيْعُهُ بَاطِلٌ، يَأْخُذُهُ صَاحِبُهُ حَيْثُ وَجَدَهُ‏.‏

9367- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَطَاءٍ‏:‏ نِسَاءٌ حَرَائِرٌ أَصَابَهُنَّ الْعَدُوُّ فَابْتَاعَهُنَّ رَجُلٌ، أَيُصِيبُهُنَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَلاَ يَسْتَرِقَّهُنَّ، وَلَكِنْ يُعْطِيهُنَّ أَنْفُسُهُنَّ بِالَّذِي أَخَذَهُ بِهِ، لاَ يُزَادُ عَلَيْهِنَّ قَالَ‏:‏ وَقَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ الْكَرِيمِ‏:‏ إِنْ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَكَذَلِكَ أَيْضًا‏.‏

9368- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي الْحُرِّ‏:‏ يَسْبِيهِ الْعَدُوُّ، ثُمَّ يَبْتَاعُهُ الْمُسْلِمُونَ، مِثْلَ قَوْلِهِ فِي النِّسَاءِ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِثْلَ ذَلِكَ‏.‏